في بريد الإدارة العامة للمروربقلم : حامد أملس

متابعات : تي نيوز

سيادة المدير العام للإدارة العامة للمرور،
بعد التحية والتقدير والاحترام لشخصكم الكريم، ولجهودكم الملموسة في تنظيم حركة السير وحفظ أرواح المواطنين وضبط الشوارع، نعلم تماماً حجم المسؤولية الملقاة على عاتقكم، وندرك أنكم تسهرون على أداء الواجب الوطني بأمانة وتجرد، فلكم منا كل الشكر والثناء.

لكن من باب الأمانة الصحفية والنصح للمصلحة العامة، أجد نفسي مضطراً لأن أطرق بابكم للمرة الثانية لكن لأمر ثاني وهو حول ظاهرة أخذت تنتشر في الآونة الأخيرة، تتمثل في أن بعض الإيصالات المالية الخاصة بالمخالفات المرورية تحول مبالغها إلى حسابات بنكك شخصية تتبع لضباط صف وجنود داخل إدارتكم، وهو أمر أصبح يتداول بين المواطنين بشيء من الاستغراب والقلق.

وقد تأكدت هذه المعلومات من خلال مستندات وإشعارات رسمية — منها إيصال مخالفة بمبلغ ١٨ ألف جنيه وتحويل مباشر إلى حساب شخصي — ما يجعل المسألة تحتاج إلى تدخل عاجل من إدارتكم الموقرة. نحن على يقين أنكم على دراية بمثل هذه التصرفات الفردية، ولكن استمرارها قد يفتح باباً للشك، ويمس نزاهة جهاز ظل مثالاً للانضباط والمهنية.

سيادة المدير،
ما نرجوه منكم هو معالجة هذا الخلل بتفعيل أورنيك ١٥ الموحد في جميع معاملات المرور، أو اعتماد تحويل المبالغ مباشرة إلى حساب الإدارة العامة للمرور دون وسطاء، حتى تُحفظ حقوق الدولة والمواطن معاً، ويُسد الباب أمام أي تجاوزات فردية يمكن أن تشوّه صورة الجهاز.

وفي ذات السياق، اسمحوا لي أن أرفع إليكم رجاء مواطن بسيط يمر بظروف معيشية صعبة، يطالب بمزيد من المراعاة والتخفيف، فالأوضاع الاقتصادية اليوم لا تخفى على أحد، والغلاء أثقل كاهل المواطن حتى صار يقف حائراً بين الضرورة والمخالفة. إن التيسير على الناس والرفق بهم من أوجب الواجبات، وقد قال الله تعالى:

“فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لِّأَنفُسِكُمْ”
(سورة التغابن – الآية 16).

ختاماً، نكتب إليكم بثقة في حكمتكم وعدلكم، لا تشكيكاً في مؤسستكم بل حرصاً على مكانتها، فالإصلاح لا يكتمل إلا بالشفافية، والعدل أساس كل نظام ناجح.
تحياتي وتقديري لكم ولكل رجال المرور الأوفياء الذين يحملون هم الوطن بإخلاص وتفانٍ.

hamidamls249@gmail.com