‫الرئيسية‬ مقالات إختراق الهدنة أم تخدير المواطن (الفاشر قربان الحرب)بقلم : عايدة عبد القادر
مقالات - ‫‫‫‏‫5 دقائق مضت‬

إختراق الهدنة أم تخدير المواطن (الفاشر قربان الحرب)بقلم : عايدة عبد القادر

متابعات : تي نيوز

وبعد أن بلغ السيل الزبا فى قضية حصار الفاشر التى طال أمدها لما يربو عن العام شهدت فيها المدينة الصامدة الصابرة واهلها صنوف الذل والقهر والموت والجوع . وتعالت النداءات و اصوات المستغيثين تناشد رئيس مجلس السيادة بضرورة التحرك العاجل لإنقاذ الموقف بأى وسيلة كانت فهو العارف الذى لا يخفى عليه شئ وهو الدارس الملم بفنون القتال والتكتيك الحربى وهو خبير الحروب .

  حيث لا يعجزه  كيفية التدخل سواء بالإنزال الجوى أو إختراق اى معبر  برى لإغاثة هؤلاء المنكوبين الذين عانو  أشد أنواع المعاناة ،شردوا ونزحو وجابوا أنحاء المنطقة شرقا وغربا بحثا عن ملجأ وملاذ آمن وهرعو الى خنادق وحفر يعز على البهائم  إستغلالها وارتيادها كمأوى وأكلو مع الطير ثمار اشجار( النيم)  وأكلو( الأمباز)  طعام الماعز والضأن والأبقار ونحوها من الحيوانات  وقُتلو ظلما بأسوأ أنواع الأسلحة المحرمة دوليا  ثم قتلو فيما بعد بالجوع إلا من رحم الله  ونال حظه من قوت أهل التكايا الذين جاهدو وناضلو وضحو بوقتهم وأنفسهم لخدمة أهليهم الذين  أهملو بطريقة ممنهجة مفادها التسويف السياسى وتشجيعهم  على الصبر  رغم كل الظروف، ظهر ذلك جليا بعد استعادة العديد من مدن الوسط .

 صارت الفاشر منسية فى صفحات هذه الحرب القاسية الموجعة التى اودت بحياة العديد من الشباب والنساء والأطفال والتى رملت النساء ويتمت الأطفال وقضت على المعالم والملامح ولم تترك سوى الذكريات المؤلمة ، تلك هى الفاشر التى كادت أن تفقد كل شئ إلا اسمها.

ظل المدنيين العُزل يمنون النفس بأى بارقة أمل خلال عام ونيف من الحرمان من أسباب الحياة ، والحياة الكريمة ..بل قُل عامان (من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات) صابرين يرقبون فجر جديد وكأنما يرقبون قميص يوسف الذى رد البصر إلى عين أبيه ، إلى ان خرج رئيس مجلس السيادة فى تصريح اقل مايوصف (بالغريب) ليكشف عن موافقته على هدنة انسانية لمدة سبعة أيام فى الفاشر ويشدد على تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولى فى هذا الخصوص ذلك على خلفية إتصال هاتفى بينه وبين الأمين العام للأمم المتحدة (انطونيو قوتيريش) يطالبه فيه بهذه الهدنة..

السؤال هنا وإن كان غير ذى بال وغير ذى جدوى إلا انه يجب التموضع حولة ..هل السيد البرهان طوال هذه المدة كان فقط ينتظر هذه المكالمة لينظر فى امر  الفاشر؟  وطالما أن هذه الحرب بين طرفين هل هناك اتفاق على وقف إطلاق النار  وثق له أو تم التوقيع عليه مسبقا قبيل  طلب  الأمم المتحدة ؟  ..ام هى هدنة من طرف واحد ؟ أم هل بالمقابل تم التواصل مع قيادات الدعم السريع وأبدت  موافقتها على هذه الهدنة ثم (إخترقتها)بضربة صباحية هى الأعنف من نوعها فى مدينة الفاشر صبيحة إعلان هذه الهدنة من قبل القائد العام ..؟

فى كل الأحوال شئنا ام أبينا إتضح جليا أن الفاشر هى كبش فداء هذه الحرب بل هى القربان الأكبر والدسم الذى قدم لربان الموت الممنهج (طرفى الصراع)وإلا لماذا  عقب استرداد  جميع مدن الوسط من قبضة الدعم السريع لم يتوجه الجيش  والجيوش المساندة (حركات وكتائب قديمة متجددة ومسنفرين من هنا وهناك ) نحو الفاشر بذات الحماس الذى حررو به الوسط ؟ بل لماذا ظلو يلوحون  بوصولهم الفاشر لتحريرها ويخدرون المواطن ولم  يفعلو ..

لماذا تركت الفاشر تدافع عن نفسها بنفسها وتعيش لظى الحرب بينما يتجلى انشغال حكومة بورتسودان بتقسيم كيكة الحكم.. فكيف تحكمون ؟ ام من ستحكمون ؟هل الفاشر بمعزل عن هذا السودان العريض أم هل سينفصل هذا اللحم من عظم الدولة العريضة؟ الحركات وقيادات الحركات.. مناوى وجبريل . لقد ابليتم بلاء حسنا فى الدفاع عن الوسط وأنتم من خرجتم بإسم (المهمشين ) فى دارفور  وحملتم السلاح للقضاء على التهمييش ولأجل العدل والمساوة  وتحرير السودان  على حد زعمكم  الى حين وصولكم مواقع  اتخاذ القرار   ..

ثقو ان هذه التجارة خاسرة ولن تنطلى على أهل دارفور بعد ان تضع الحرب اوزارها .أهل الفاشر الآن يموتون بالحرب وبتداعيتها جميعا من مجاعة وغلاء وندرة وضيق ذات اليد وقلة الحيلة .وقد علم اهل دارفور كنه القضية وعلمو أنهم سيبكون وحدهم حيث لا بواكى عليهم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إيران قد تنقل مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى دولة أخرى

وكالات : تي نيوز أعلن مندوب إيران لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، السبت، إن إيران قد…