المخرج هو الوفاق والإعتراف ببعضنا..بقلم : زمزم خاطر
متابعات : تي نيوز
هذا أعظم ما جاء في خطاب حاكم إقليم دارفور مني مناوي
ولعمري أي حرف أو كلمة نطق بها هو نتاج لخبرات متراكمة لرجل خاض حروب لسنوات عديدة دفع فيها الغالي والنفيس وفقد ما فقد .
مناوي يعلم تماما أن كل المسميات والسرديات التي هبكتها وأعدتها أطراف هذه الحرب هي غير حقيقية وإنما بروباغندا لإقناع الشعب للإنخراط في هذا الدمار والخراب التأريخي ، كيف لا وقد وصمت من قبل الحركات المسلحة الدارفورية بالمرتزقة وسموا قاداتهم بالأجانب والتشاديين منذ إعلان تمردهم وحتى أخر يوم قبل فك الحياد .
والآن إنقلبت المعادلة وأصبحوا وطنيين لأنهم إصطفوا وقاتلوا بجانب صانع المليشيات ورحم المعاناة الذي لم يعقر ، وأصبح عدو الأمس صديق اليوم وصديق الأمس عدو اليوم ، وعادت مصطلحات المرتزقة والأجانب لتطوق رقاب حماتهم الذين لم يتوانوا في حسن تربيته وتنشئته وتقويته بكل وسيلة قوة.
ولكنهم عصوا وتمردوا ، فكانت العركة التي قلبت البلاد رأسا على عقب. وهكذا تدور الدوائر وإذا لم يعى الورثة التأريخيون لحكم البلاد التغيرات التي طرأت على الخارطة الجيوسياسية السودانية وأن سودان الأمس الذي يتحكم فيه ثلة على قرار البلاد بطوله وعرضه ما عاد له وجود ، وأن الجميع قد إمتلك من القوة والفهم والمقدرة ما يمكنه من المشاركة في إتخاذ وصناعة أي قرار بما يتوافق ومصالحه لا مصالح الثلة ، ويجب أن تكون طاولة الحوار كالمرآة المصقولة يرى فيها الجميع وجهه وإلا..
جميل أن يخرج قائد أكبر قوة مسلحة بدارفور ويجهر بصوت مليء بالحكمة والعبر والمواعظ ، ويضع النقاط على الحروف بعد التشخيص الدقيق للمشكل السوداني مع مقترحات الحلول وهذه ليست المرة الأولى التي يخرج فيها مناوي محذرا الجميع ولكن كان يقابل حديثه بنوع من السخرية والإستهتار ولكنه لم يقع الأرض البتة فالنتائج ماثلة أمام الجميع.
برغم ما حمله الخطاب من معانِ إلا أنه لم يجد إستحساناً من بعض السامعين والقارئين للمشهد من كتابهم.
وبالتأكيد لم يدعونه يمر مرورا عابرا ، وستطفو الخلافات المبطنة للسطح وستدور رحى الحرب مرة أخرى لتعارض حديث الحاكم مع أصحاب المصالح داخليا وخارجيا..
النقاط الجوهرية التي تناولها الحاكم والتي تخص الخلل البنيوي للمؤسسات المدنية والعسكرية وهياكلها وعدم إستعداد بعض الناس لقبول الاخر فيها ، هو أس البلاء وعامل أساسي لهذه الحروب المتكررة والمتراكمة في تأريخ البلاد وإذا لم تتنازل هذه الفئة المشار إليها وتقبل بالجميع سينهد ما تبقى من المعبد فوق رؤوس الكل.
رهن القرار السياسي للسودان لدول خارجية من قبل شرزمة معينة سيقف حجر عثرة أمام أي حل يأتي من الشعب السوداني وستولد إتفاقيات ميتة مكفنة بأجندات خارجية لأنها لم تخاطب قضايا الشعب ومصالحه داخليا ، وبالتالي لم يكن علاجا ناجعا لأمراض الدولة السودانية، و الإتفاقيات التي وقعت في السودان خير دليل على ذلك ، فهي كانت هشة ولم تأتي بإرادة وطنية خالصة ،كما كان طابعها المصلحة التي قصمت ظهر البعير.
دول الجوار السوداني وأطماعها في خيرات السودان لم تكن وليدة اللحظة ، ولم تتوقف وإذا لم يدرك الساسة والشعب هذا الخطر ووضع حد له سنظل نصطلي بنيرانه .
يجب إعادة النظر في العلاقات الخارجية ووضع دستور يحمي مصالح السودان وشعبه والإستفادة من خيراته في تنميته وتطويره وضمان رفاهية المواطن ، وإعادة تنظيم الإستثمار وضبط الوجود الأجنبي والإستيراد والتصدير.
عموما هذا الخطاب العقلاني ينبغى أن يُسمع بكل تدبر وضمير وطني وأن يدرك الجميع مآلات المستقبل مع دراسة عميقة لكل السيناريوهات المتوقعة.
هذه كانت هذه قراءة بسيطة لأبرز ما جاء في خطاب مناوي ولا شك أن لكل زاويته في التحليل.
خارج النص..
ما زلت أنظر لما يدور في السودان بزاوية النظر تلك ، عامين وأنا أصر أن هذه الحرب هي حرب سياسية بحتة وحرب مصالح وسلطة والخاسر الوحيد فيها هو الوطن والشعب .
ألحقوا ما تبقى من الوطن ولململوا شظاياه وطببوا جراحه وأحقنوا هذه الدماء ، ولكم في التأريخ عبرة فأعتبروا يا أولي الأبصار.
زمزم خاطر
مشاورات لاستبدال العملة في الخرطوم والجزيرة عقب تشكيل الحكومة
متابعات : تي نيوز/رحاب عبدالله كشفت مصادر مصرفية مطلعة ، عن ترتيبات و مشاورات تجري لبدء اس…