رسالة من تحت الحصار : نداء الفاشر العاجل إلى ضمير الوطن
بقلم : عصام جراد

متابعات : تي نيوز
في لحظة فارقة من تاريخ ولاية شمال دارفور وفي خضم وضع إنساني بلغ حد الكارثة وجّه والي الولاية الأستاذ / حافظ بخيت محمد رسالة مفتوحة محملة بالألم والحقائق إلى الفريق أول ركن / عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة وإلى الدكتور / كامل إدريس رئيس مجلس الوزراء وكذلك إلى المارشال / مني أركو مناوي حاكم اقليم دارفور مبينا حجم المعاناة التي تحاصر مدينة الفاشر من كل اتجاه ومطلقا نداء عاجلا لفك الحصار الذي يخنق المدينة وسكانها .
الرسالة التي جاءت في توقيت حرج لم تكن مجرد مخاطبة بروتوكولية بل كانت صوتا صريحا صادرا من مدينة تنام وتصحو على دوي المدافع وتعيش منذ شهور تحت وطأة انعدام الغذاء والدواء وانقطاع شرايين الحياة .
وقد وصف الوالي الوضع بـ” الكارثي ” . مؤكدا أن صمت المجتمع الإقليمي والدولي تجاه ما يحدث في الفاشر قد فاقم من المعاناة وأعطى للحصار وجها قاسيا بلا رحمة .
أول ما تكشفه هذه الرسالة هو شجاعة المسؤولية فقد تحدث والي الولاية بوضوح وصراحة عن حجم المأساة دون مواربة أو تزيين للواقع . كما أنها تحمل إشارات سياسية واضحة إلى أن الفاشر ليست قضية هامشية بل تمثل رمزا وطنيا ومركزا حيويا لا يمكن تجاهله في معادلة السلام والاستقرار بدارفور .
الرسالة أيضا تحمل بعدا إنسانيا بليغا إذ لم تركز فقط على الجوانب الأمنية بل سلطت الضوء على معاناة المدنيين الأطفال المرضى كبار السن والنساء اللواتي يفترشن الأرض ويلتحفن الخوف في مراكز الإيواء دون أدنى مقومات الحياة .
دعا والي شمال دارفور بوضوح إلى ضرورة التحرك العاجل لفك الحصار عن الفاشر مؤكدا أن الصمت لم يعد مقبولا وأن الأرواح التي تزهق والأجساد التي تنهك من الجوع والمرض تضع الجميع أمام مسؤولية وطنية وأخلاقية .
وفي لفتة تجسد روح الوفاء لم ينس الوالي في رسالته أن يثمن تضحيات القوات المسلحة والقوة المشتركة وقوات الشرطة وجهاز الأمن والمخابرات والمستنفرين، الذين يذودون عن تراب المدينة رغم الظروف القاسية .
هذه التحية تحمل في طياتها رسالة دعم واعتراف ببطولات هؤلاء الأفراد الذين يمثلون خط الدفاع الأول عن مدينة تواجه آلة حرب لا ترحم .
إن رسالة والي شمال دارفور ليست مجرد ورقة رسمية بل هي وثيقة تاريخية ناطقة بلسان شعب يحاصر في مدينته ويواجه الموت بصمت وثبات . ان رسالة والي شمال دارفور هي دعوة عاجلة إلى القيادة المركزية لتحمل مسؤولياتها ولإعلاء صوت الضمير فوق الحسابات وإلى المجتمع الدولي للخروج من دائرة التنديد إلى ميدان الفعل .
مدينة الفاشر تستغيث .. فهل من مجيب ؟ .
حفظ الله الفاشر ارضا وشعبا .
الفاشر .٢٠٢٥/٧/٢٧م
والهاجس الآن..(أن نكون أفضل)
بقلم : د. عبدالسلام محمد خير متابعات : تي نيـوز .. حساسية غير مألوفة تحيط بالأجواء، والبلا…