‫الرئيسية‬ أخبار حصار الفاشر: كارثة إنسانية بفعل فاعل ودور إماراتي لا يمكن إنكاره
أخبار - 7 يوليو، 2025

حصار الفاشر: كارثة إنسانية بفعل فاعل ودور إماراتي لا يمكن إنكاره

متابعات : تي نيوز

(اتحاد دارفور في المملكة المتحدة)

مقدمة

بينما يراقب العالم بصمت، يُدفع سكان مدينة الفاشر إلى الجوع والموت البطيء تحت حصار خانق تفرضه ميليشيا الدعم السريع المدعومة من دولة الإمارات. قرابة عامين من الحصار الكامل، ومنع دخول الغذاء والدواء والمساعدات، ليست نتيجة عشوائية للحرب، بل استراتيجية متعمّدة للعقاب الجماعي والإبادة.

تُستهدف المنازل والأسواق ومخيمات النازحين بشكل مباشر. القوافل تُمنع، والمستشفيات تُقصف، ومع ذلك تُقابل الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار وفتح الممرات الإنسانية بالتجاهل التام. ما يحدث في الفاشر ليس مجرد كارثة إنسانية، بل جريمة متواصلة بتواطؤ دولي فاضح.

وفي محاولة لتغطية الهزائم المتتالية على الأرض، أعلنت ميليشيا الدعم السريع عن هيكلة ما يُسمّى ب“تأسيس”، وتنصيب حميدتي رئيساً، في خطوة مدفوعة من دولة الإمارات، تهدف إلى الحفاظ على نفوذها في دارفور بعد فشل مشروع السيطرة على السودان. لكن المدينة التي وعدوا بإعلان هذا الكيان منها, الفاشر, لا تزال خارج سيطرتهم، مما يفضح هشاشة هذا المشروع السياسي المزعوم.

الأدلة على التورط الإماراتي تتكشّف بوضوح، من نهب المساعدات إلى الاتصالات الموثقة بين منصور بن زايد وقادة الدعم السريع. الصمت لم يعد خيارًا، والمسؤولية الدولية لم تعد قابلة للتأجيل.

  1. عامان من الحصار: الجوع، النهب، وانهيار الخدمات

تخضع مدينة الفاشر منذ ما يقرب من عامين لحصار شامل تفرضه ميليشيا الدعم السريع. تقوم الميليشيا بمنع دخول أي مساعدات غذائية أو طبية، وتنهب الأسواق المحلية، وتستخدم الجوع كسلاح لإخضاع السكان.

وفقًا لمنظمة “أطباء بلا حدود”، فإن أكثر من 70% من المرافق الصحية في الفاشر مغلقة أو بالكاد تعمل. تم استهداف المستشفيات والعيادات وحتى سيارات الإسعاف، مما جعل تقديم الرعاية الصحية شبه مستحيل.

ورغم المناشدات المتكررة من المنظمات الدولية بوقف إطلاق النار وفتح ممرات إنسانية، لا تزال الميليشيا ترفض ذلك بتعنت، مما يفاقم من حجم الكارثة.

  1. استهداف المخيمات والنزوح القسري

لم تكتفِ الميليشيا بتجويع السكان، بل توجهت أيضًا إلى مخيمات النازحين، خاصة مخيم زمزم الذي يأوي أكثر من 400,000 نازح. تشير تقارير “أطباء بلا حدود” إلى عمليات نهب وتعذيب واعتقالات عشوائية، بالإضافة إلى حرق المخيمات وتهجير قاطنيها قسرًا.

أُجبر الآلاف على النزوح مرةع أخرى إلى قلب الفاشر، ليجدوا أنفسهم محاصرين دون مأوى أو غذاء أو علاج، في ظروف بالغة القسوة.

  1. غياب المحاسبة واستمرار الجرائم

ورغم كل هذه الجرائم، لا تزال الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار وتوصيل المساعدات تُقابل بالتجاهل. وتُواصل الميليشيا جرائمها بلا رادع، مدفوعة بشعور تام بالحصانة من المحاسبة.

أطلقت “أطباء بلا حدود” ومنظمات أخرى دعوات عاجلة لإسقاط المساعدات جوًا في حال استمرار منع القوافل البرية. ومع ذلك، لا توجد أي خطوات ملموسة لإجبار الميليشيا أو داعميها على فتح الممرات الإنسانية.

  1. دور الإمارات: أدلة موثقة واتصالات مكشوفة

لم يعد دور الإمارات خفيًا. فقد كشفت صحيفة نيويورك تايمز، استنادًا إلى مصادر استخبارات أمريكية، عن اتصالات مباشرة بين منصور بن زايد وقيادة الدعم السريع، تتضمن توجيهات وأوامر تتعلق بإدارة الحرب على المدنيين.

تتضمن الأدلة:

  • شحنات سلاح تمر عبر تشاد وليبيا.
  • دعم لوجستي من موانئ في كينيا (مومباسا).
  • تمويل مباشر عبر قنوات مصرفية ومؤسسات ظاهرها “خيرية”.

كل هذه الدلائل تؤكد أن الإمارات ليست “طرفًا ثالثًا”، بل العقل المدبر والمموّل لهذا المشروع الدموي.

  1. خطوات عاجلة مطلوبة
  • فرض عقوبات فورية على قيادة الإمارات وكل الجهات التي تدعم مليشيا الدعم السريع.
  • فتح تحقيق دولي مستقل في جرائم الحرب والإبادة الجماعية.
  • الضغط من أجل وقف إطلاق نار ملزم وإنشاء ممرات إنسانية آمنة.
  • ضمان دخول المنظمات الإنسانية مثل “أطباء بلا حدود” لتقديم العلاج والإغاثة للمدنيين.
  1. هيكلة “تأسيس”: ستر للنكسات وضغط إماراتي على ضمّ دارفور

أُعلن مؤخراً عن تشكيل هيكلة لتحالف ما يسمى “تأسيس”، بقيادة حميدتي كرئيس وعبدالعزيز الحلو (من SPLM-N) كنائب لرئيس، وسط دعم سياسي ملموس من الإمارات. يُزعم أن الهدف من وراء هذا الكيان هو إدارة الشؤون المدنية والإدارية في دارفور تحت مظلة تابعة للدعم السريع، لكنه يبدو في الواقع كـ مؤسسة واجهة لتغطية هزائمهم المتتالية وتطبيق مخطط خارجي لضم الإقليم.

لقد فشل تسلل قوات الدعم السريع المدعومة إماراتيًا في السيطرة على الخرطوم أو تغيير توازن القوى في السودان، فانتقل التركيز إلى قطر دارفور. غير أن محاولة إعلان هذه الحكومة من الفاشر لم تنجح، فمدينة الفاشر لا تزال خارج سيطرة الدعم السريع، مما يجعل الخطاب حول “الحكومة المزعومة” خاليًا من المصداقية.

في الواقع، تقارير ميدانية وتوثيقات محلية تؤكد أن الإعلان عن “التأسيس” لا يلقى قبولاً شعبيًا، وأن الدعم الدولي، بما في ذلك الإمارات، لم يحقق الأهداف المبرمجة من وراء هذا الكيان السياسي، وهو بمثابة ستار سياسي يهدف لشرعنة تواجد مليشيا الجمهورية الجديدة تحت ذريعة إدارة شؤون المواطنين، في حين أن الأخيرين يعانون من سياسة التجويع والإبادة المنهجية.

اتحاد دارفور في المملكة المتحدة يؤكد:

“تجويع مدينة بأكملها حتى الموت ليس “تكتيكًا عسكريًا”، بل جريمة إبادة. أما الصمت الدولي، فهو جريمة أخرى لا تقل عنها بشاعة. آن أوان المحاسبة.”

اتحاد دارفور في المملكة المتحدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

الفاشر تنتصر على المليشيا في المعركة رقم ( ٢٣٤ )

الفاشر : تي نيوز صدت القوات المسلحة والمشتركة الهجوم رقم 234 للمليشيا علي فاشر السودان من …