إخفاقات في خطاب رئيس الوزراء لتشكيل حكومة الأمل
بقلم : المهندس منال عبد اللطيف محمد بشير

متابعات : تي نيوز
ظللنا …منذ فترة نترقب ونتابع تشكيل الحكومة الجديدة .. التي نأمل أن تكون بردا وسلاما علي الشعب السوداني الصابر.. !!!وهو يعيش في شتات وهوان !! ..في دول الجوار وغير الجوار ..ونزوح في الداخل في دور إيواء لاترتقي للحياة الكريمة…
كنا نتوقع من الحكومة الجديدة وبرنامجها الإسعافية بعد الحرب بوقف الحرب اولٱ….
يبدوا أن رئيس الوزراء الجديد لم يستفد من أخطاء الحكومات السابقة المتعاقبة منذ بعد الأستقلال (٧٠) سبعون عاما من التخبط والتجارب وكلها فشلت في بناء الدولة السودانية دولة المؤسسات والقانون..
إن الحكومات هي برامج ومشاريع وميزانيات وليست أشخاص .
كان الأولى لرئيس الحكومة أن يضع هو برنامج إسعافي عاجل لفترة ما بعد الحرب (ويعد) الميزانيات المالية أعدادٱ كاملا لهذه المشاريع وعلي ضوئها يتم اختيار الكفاءات والخبرات لتنفيذ المشاريع في الوزارات المعنية لفترة اعمار مابعد الحرب ومعاش الناس والعودة الطوعية ..!
(لماذا ٢٢ وزارة) ؟؟ . وماهي جدواها؟؟ في هذه الفترة العصيبة من تاريخ السودان ؟ الذي يحتاج الشعب اولٱ الي الأمن. والشرطة والمياه والكهرباء والمستشفيات وتوفير الدواء والمدارس والجامعات..والسلم المجتمعي …
ماهو دور وزارة الثقافة والسياحة مثلا في هذه الفترة..؟
خاصة أن عاصمة السودان الخرطوم مظلمة تماما تسكنها الكلاب الضالة من كثرة الجثث التي تنتظر الخريف أو السيول للتحلل في المياه الجوفية..
لم يستطع رئيس الوزراء نفسه من تأدية مهامه في الخرطوم لعدم وجود كهرباء ومياه شرب نقية وأمن ومطار و وشرطة تحميه وتحمي وزراءه القادمون…
اين أهمية السياحة هنا والثقافة والفنون التي تخصص لها وزارات وميزانيات؟؟
لقد ترك رئيس الوزراء للمرشحين شرط كتابة برنامجهم الوزاري للتعيين …!!!!!
علي اي اساس المرشح يختار برنامج الوزارة ؟؟ ماهي ميزانية الوزارة …والوقت الكافي للوزير المرشح لإكمال البرنامج ..وتصميم المشاريع؟ المشاريع في الوزارة ؟
ثالثا “لقد ذكر أكثر من مرة شرط التعيين أن تكون كفاءات وطنية !! ماهي معايير الوطنية ؟ …طالما كان الشرط الأول هو أن يكون سودانيا..”. وعليه إبراز الرقم الوطني والشهادات العلمية والأكاديمية ….
ماهي معايير الوطنية اذاً كان الفرد يعمل لصالح اوطان أخري؟ طيلة حياته لم يقدم للوطن اي خدمة وينوي تطوير الوطن بعدالمعاش ؟؟
هل هذه هي الوطنية ؟؟
وماهي مقاييس الكفاءة اذاً لم يعمل في وطنه…في أي مؤسسة من المؤسسات؟ عامة أو خاصة .
ليست هناك معايير أعمق للوطنية الا لمن حملوا السلاح وقدموا أرواحهم رخيصة لهذا الوطن الحبيب …تركوا أيتام وارأمل …وأسر فقيرة الحكومة نفسها لاتعلم عنها شئ أو تقدم لهم يد العون.. أو…من أستنفر ولبى النداء ومن دعم بالمال بسخاء والجهد والفكر
(هذه هي مقاييس ومعايير الوطنية ) .
السيد رئيس الوزراء لقد عملنا في هذا السودان الحبيب منذ النشأة وأسسنا المشاريع الخاصة والعامة والطوعية ومشاريع السكان واخيرا مشاريع ضحايا الحرب في السودان ..
لقد تعلمنا أن المال والميزانيات هي العمود الفقري للمشاريع .. والبرامج والدراسات ..واخيرا الكفاءات والخبرات الفنية المتخصصة..لتنفيذ هذه المشاريع التنموية ليس …شرط الخبرة أن تكون سودانية …قد يكون أجنبي صيني أو تركي او اوروبي خبير في المشاريع وقد تكون شركات أجنبيه كما في كل العالم .. الاصل هي البرانامج والميزانية المشاريع .غير ذلك ستكون الخطط حبيسة الإدراج
والكفاءات سيكونوا حبيسي المكاتب والمكيفات والسيارات الفارهة .
علي الحكومة الاجتهاد اولٱ بجلب الدعم وإعداد الميزانيات اللازمة لبرامج الحكومة القادمة (حكومة الطوارئ )
لقد فشلت كل الحكومات التي سبقت… بهذا السبب وهو التخبط وعدم وجود برنامج وآضح للتنمية والإصلاح الاقتصادي والإصلاح الاجتماعي والسياسي والامني ولم تكن لها ميزانيات مسبقة ولن تسعى لتوفيرها…
مقالي هذا ليس من باب النقد أو التقليل من الجهود… ولكن لعلمي التام حسب مهمتي أن ضحايا الحرب هم في الرمق الأخير ..!!!!
حيث نفد السنام وساءت الصحة العامة والصحة النفسية بفقد العمل وفقد الأحبة والأهل الذين فارقوا الحياة بسبب الحرب..
والداعمين الآن (قد) نفذ مخزونهم..وطالت فترة الدعم والأغاثة.
المطلوب الآن هي حكومة طوارئ وتقليص الوزارات لتوفير الأمن والكهرباء والمياه الصالحة للشرب والمدارس والجامعات والمستشفيات والأدوية ومعاش الناس برنامج إسعافي جاذب للعودة الطوعية …وتسهيلات العودة .!!!!
ثم المرحلة الثانية هي برنامج الأعمار ..التي تتطلب ميزانيات كبيرة وخبرات أكبر بعد عودة المواطنين …وتشجيع الإنتاج ليتعافى الأقتصاد الذي يعتمد علي نمو دخل الفرد اولٱ…
وذلك الفرد هو (ضحية) الحرب الذي فقد كل شئ وأولها الكرامة وفقد المنزل والمقتنيات والسيارة والمزرعة والمصنع والعيادة والمتجر وفقد شقاء العمر .
لن يتعافي الأقتصاد الا بتعويض ضحايا الحرب وتشجيعهم علي الأنتاج.. دعم القطاع الخاص الذي يوفر فرص عمل لـ٣٠%من المواطنين … والأهتمام بالتدريب لرفع كفاءة المنتجين والتمويل والشمول المالي..وتعزيز وتشجيع الصادرات..لخفض التضخم ورفع ميزان المدفوعات…!
عدم الأعتماد علي دعم المجتمع الدولي والهبات والمعونات ..وهي أساس فشل الحكومات.السابقة …
حكومة الطوارئ الإسعافية تحتاج الان فقط الي ثمانية وزارات وثمانية مشاريع ذكرتها مسبقا .. اذا نجحت سوف تجد التأييد والدعم من كافة الشعب السوداني الصابر الصامد …
وسوف تجد كل العون والدعم لمشاريع الأعمار القادمة بإذن الله تعالي…
نتمني التوفيق والسداد
ودمتم
م/منال عبد اللطيف محمد بشير
رئيس منظمة ضحايا الحرب في السودان
خبير أدارة مشاريع
مشاورات لاستبدال العملة في الخرطوم والجزيرة عقب تشكيل الحكومة
متابعات : تي نيوز/رحاب عبدالله كشفت مصادر مصرفية مطلعة ، عن ترتيبات و مشاورات تجري لبدء اس…