درب الأربعين التاريخي يربط بين أسيوط في مصر ودارفور في السودان مروراً بدنقلابقلم: عصام الدين أبوزيد
متابعات : تي نيوز
الخريطة المرفقة تُظهر طريق درب الأربعين التاريخي الذي يربط بين أسيوط في مصر ودارفور في السودان مرورًا بواحات الصحراء الغربية ووادي النيل، وبالتحديد عبر دنقلا في الولاية الشمالية.
وصف الخريطة:
الجزء العلوي (شمالًا): يبدأ الطريق من أسيوط في صعيد مصر، مرورًا بواحات مثل الخارجة والداخلة والفرافرة.
الخط المتقطع الظاهر في الخريطة يمثل درب الأربعين، وهو الطريق التاريخي المستخدم في نقل التجارة والحجاج والرقيق والملح بين مصر ودارفور.
الجزء الأوسط: يظهر الطريق متجهًا جنوبًا نحو وادي النيل عند دنقلا، ثم يمتد غربًا نحو دارفور عبر الصحراء.
الجزء السفلي (جنوبًا): يشير إلى تلاقي هذا الطريق مع طرق فرعية متجهة نحو الفاشر وكتم، مع عبور وادي هور كممر رئيسي للتنقل.
يُلاحظ موقع دارفور ودنقلا بوضوح في نهاية الطريق، ما يؤكد على أهمية دنقلا كنقطة تقاطع بين الحضارات النيلية والصحراوية.
المعنى التاريخي المرتبط بالنص المصاحب:
هذه الخريطة تمثل الامتداد الفعلي الثقافي والتجاري بين شمال السودان (خاصة دنقلا) ودارفور، عبر وادي هور ودرب الأربعين.
الهجرات من تونجول (دنقلا القديمة) نحو دارفور هي التي أسست حكم التُنجُر هناك، ويُعتقد أنهم من أصول نوبية.
وجود لغات نوبية مثل لغة الميدوب والبرقد في شمال دارفور يُعزز فرضية التواصل العميق بين المنطقتين.
الطريق لم يكن فقط طريق تجارة، بل أيضًا طريق تبادل ثقافي واجتماعي أنتج مصاهرات وتداخلًا لغويًا لا يزال قائمًا في بعض اللهجات والعادات حتى اليوم.
خلاصة:
الخريطة والنص يُجسّدان معًا كيف أن وادي هور ودرب الأربعين لم يكونا مجرد معابر جغرافية، بل كانا جسورًا للحضارة، واللغة، والهوية المشتركة بين شعوب دارفور وشمال السودان.
الاسم “تُنجر” نفسه يُرجع إلى تونجول (الاسم القديم لدنقلا)، مما يوحي بهجرة نخبة نوبية إلى دارفور وتأسيس سلالة حكمت الإقليم حتى القرن الـ17.
على الصعيد اللغوي، يُلاحظ وجود لغات نوبية داخل دارفور دليلًا على هذا التواصل القديم.
قبيلة الميدوب في شمال دارفور على سبيل المثال تتحدث لغةً نوبية أصيلة، وكذلك كانت لغة البِرْقِد (البِرْكِيد) منتشرة بدارفور حتى اندثارها في القرن العشرين.
هذه الحقائق تشير إلى هجرات قديمة عبر الصحراء ربطت بين وادي النيل ودارفور، وهو ما يسميه بعض الباحثين بـ“شتات وادي هور” حيث انتشرت مجموعات نيلية-صحراوية عبر ذلك الممر منذ آلاف السنين.
وإلى جانب اللغة، نجد تشابهاً ثقافياً وقبلياً: فالتمازج عبر درب الأربعين وقوافل الحج والتجارة نتج عنه مصاهرات بين قبائل شمالية (نوبية وعربية) وقبائل دارفورية، ما كوّن نسيجاً اجتماعياً متداخلاً.
حتى في العصر الحديث، أشار مسؤولون إلى العلاقات الوطيدة بين مجتمع الولاية الشمالية ومجتمع دارفور وتشابُه الثقافة بين الشعبين، ما يعكس تراكم قرون من التواصل بين الإقليمين.
حدود دارفور كما تصورها علي دينار:
اعتمد السلطان علي دينار على فهم تاريخي وواقعي للحدود، يتجاوز الخطوط الاستعمارية التي كانت تتشكل حينها:
من الشرق: كانت دارفور تمتد إلى حدود كردفان، وحدد السلطان الحد الشرقي بـود بندة.
من الجنوب: قال إن دارفور تمتد حتى حُفرة النحاس، وهي منطقة حدودية تقليدية في أقصى جنوب دارفور.
من الشمال: أشار إلى أن حدود دارفور تمتد حتى مناطق مثل الكارا، ما يعني امتدادًا باتجاه الشمال الغربي نحو الصحراء الكبرى.
من الغرب: رأى أن “كل الغرب يتبع دارفور”، أي أن سلطته تمتد حتى سلطنة وداي (شرق تشاد)، وربما كان يعتبر نفسه في موقع تنافسي مع تلك السلطنة.
وثيقة مهمة: رسالة علي دينار عام 1899م
في رسالة بعث بها إلى السلطات البريطانية في الخرطوم بعد إعادة احتلال السودان، ذكر السلطان حدود دارفور كما يلي:
“إن حدودنا من جهة الشرق تبتدئ من ود بندة، ومن جهة الجنوب من الأودية إلى حفرة النحاس، ومن جهة الشمال تمتد حتى الكارا، وكل الغرب يتبع إلينا.”
وهذه الرسالة تُعد من أهم الوثائق التي تُظهر كيف كان السلطان علي دينار ينظر إلى حدود سلطانه، خاصة أنه لم يكن يعلم بتفاصيل الاتفاقيات البريطانية-الفرنسية (مثل اتفاق 1899) التي قسّمت النفوذ في غرب دارفور الي فرنسا “تشاد”
احترامي وتقديري
عصام الدين ابوزيد
تمهيدا لتعيين رئيس للوزراء .. مجلس السيادة يصدر قرارا مهما
متابعات : تي نيوز اصدر مجلس السيادة الإنتقالي قرارا تم بموجبه إلغاء إشراف أعضاء مجلس السيا…