‏تحليل استراتيجي لرسالة البرهان إلى “تقدم”: مناورة تكتيكية أم خطأ سياسي؟بقلم : مكاوى الملك

متابعات : تي نيوز

‏أولًا: لماذا أغضب هذا التصريح الشارع؟

 ‏الشعب السوداني يرى “تقدم” كواجهة سياسية لمليشيا الدعم السريع، وهي لم تكتفِ فقط بالتحريض ضد الجيش، بل تبنت مواقف معادية صريحة خلال الحرب، حتى وهي ترى المجازر والانتهاكات التي ارتكبتها المليشيا. لذا، أي حديث عن الترحيب بها ولو مشروطًا، يُعتبر استفزازًا لمشاعر السودانيين، خاصة المتضررين من جرائم الحرب

‏ثانيًا: هل البرهان وقع في خطأ؟ أم أنها مناورة سياسية ذكية؟

‏هناك قراءتان لهذا التصريح:

‏1️⃣ القراءة التقليدية (الخطأ السياسي)
‏ ◾️ منح شرعية ضمنية لقوى خانت السودان علنًا، وهذا قد يُفهم كتنازل غير مبرر
‏ ◾️ قد يُضعف موقف الجيش سياسيًا أمام الشارع الذي يرى أن الحاضنة السياسية للمليشيا يجب أن تُعامل كجزء من التمرد
‏ ◾️ يظهر وكأنه يفتح الباب أمام “مصالحة سياسية” غير مقبولة شعبيًا

‏2️⃣ القراءة الاستراتيجية (المناورة الذكية)
‏ ◾️ البرهان يعلم أن الأحزاب لن تتفق أبدًا، وبهذا التصريح، يضع “تقدم” في مأزق: إما أن تتخلى عن المليشيا، مما يفككها داخليًا، أو تتمسك بها، فتُعزل نهائيًا
‏ ◾️ يخاطب المجتمع الدولي، الذي يضغط باستمرار لإدماج القوى السياسية، بإظهار حسن نية شكلية، لكنه يعلم مسبقًا أن هذه القوى لن تستطيع الصمود سياسيًا بعد تخليها عن المليشيا
‏ ◾️ يرسل رسالة بأن الصراع ليس مع “الأحزاب” وإنما مع من يحمل السلاح، مما يضيق الخناق أكثر على المليشيا نفسها

‏ثالثًا: هل ستنجح هذه الخطة؟
‏ • داخليًا: الشعب يرفض أي تقارب مع الخونة، لذا على القيادة أن تكون أكثر وضوحًا في مواقفها حتى لا يُفهم الأمر بشكل خاطئ
‏ • سياسيًا: قد تنجح المناورة إذا استطاع البرهان تفكيك تحالف “تقدم” مع المليشيا وإجبارها على الانقسام، لكن ذلك يتطلب وضوحًا أكثر في أن لا مجال لأي دور سياسي لمن دعموا القتل والدمار.
‏ • عسكريًا: الأهم ليس كسب الأحزاب، بل حسم الحرب ميدانيًا، فطالما المليشيا قائمة، فإن أي حديث عن “مشاركة سياسية” يظل غير ذي جدوى.

‏الخلاصة

‏إذا كان البرهان يناور لإضعاف “تقدم” وتفكيكها، فهذه خطوة ذكية لكنها تحتاج إلى إدارة إعلامية محكمة حتى لا يتم تفسيرها كتنازل. أما إن كان هناك تفكير في إدماج “تقدم” دون محاسبة، فهذا خطأ استراتيجي لن يغفره الشعب.

‏ مكاوى الملك
‏⁧‫