لا للتنمر الإلكتروني بقلم : عثمان العاقب المحامي
متابعات : تي نيوز
في السنوات الأخيرة، أصبحت منصات التواصل الاجتماعي ساحة مفتوحة للحوار والنقاش، لكنها تحولت عند البعض إلى سلاح يستخدم للإساءة والتعدي على الآخرين. ما يثير الدهشة هو انتشار أساليب التنمر والتهديد والوعيد من بعض الشخصيات، لمجرد اختلاف الآراء أو التفاعل في النقاشات العامة. هذه الفئة لا تكتفي بمخالفة الرأي، بل تلجأ للهجوم الشخصي عبر الأكاذيب والكلمات الجارحة التي يعف اللسان عن ذكرها، وهو ما يسمونه بعباراتهم الخاصة "الردم".
المؤسف في الأمر أن معظم هؤلاء المتنمرين مجهولو الهوية، لا يملكون الشجاعة لإظهار أنفسهم، ورغم ذلك يطلقون أحكامهم القاسية ويكيلون الشتائم بلا رادع. إن هذا السلوك يكشف عن اضطراب نفسي وعجز فكري، فالعقل السليم لا يلجأ لمثل هذه الأساليب القذرة، خاصة في فضاءات أنشئت أساسًا للتواصل وتبادل الأفكار وتقريب المسافات بين الناس.
منصات مثل فيسبوك وواتساب، رغم أنهما وسيلتان للتفاعل الاجتماعي، إلا أن الفرق بينهما واضح؛ في واتساب يمكن التعرف على الشخص بحكم معرفة رقمه، مما يحدّ من التجاوزات مقارنة بفيسبوك الذي يعجّ بحسابات وهمية تخفي أصحابها خلف ستار زائف، فيتمادون في الإساءة دون خوف من العواقب.
المؤلم حقًا أن هذا التنمر دفع الكثيرين من أصحاب الأقلام الذهبية وأصحاب الأسلوب الرفيع إلى التراجع عن المشاركة في النقاشات، احترامًا لأنفسهم ورفضًا لمستنقع الإساءة اللفظية، مما أدى إلى فقدان ساحة التواصل لكثير من العقول النيرة. ولو أن هذه الوسائل استُخدمت كما ينبغي، لكانت منبرًا ثقافيًا غنيًا بالمعرفة، قائمًا على احترام الرأي والرأي الآخر، دون تعدٍّ على الخصوصيات أو خوض في الأمور الشخصية التي لا علاقة لها بجوهر النقاش.
إن التصدي للتنمر الإلكتروني مسؤولية جماعية، تبدأ من رفض هذا السلوك وعدم التفاعل معه، مرورًا بنشر الوعي حول أخطاره، وانتهاءً بمحاسبة المتنمرين وفق قانون المعلوماتية الذي يجرم هذه التنمر . فلنجعل هذه المنصات مكانًا للحوار الراقي والتفاعل الإيجابي، بدلاً من أن تكون ساحة للإساءة والهجوم المجاني.
عثمان العاقب
باقان اموم: محاكمة مشار باطلة وتشكل تهديدًا للوحدة الوطنية
جوبا : متابعات تي نيوزنقلاً عن عمق الحدث أدان تحالف الشعب المتحد (UPA) بشدة ما وصفه بـ”الم…