لا للتخوينبقلم : عثمان العاقب المحامي
متابعات : تي نيوز

الشعب السوداني في هذه الحرب الاستثنائية كتب بحروف من ذهب ملحمة إنسانية خالدة، تُجسّد قيم التكاتف والتراحم وسط ظروف قاسية أثقلت كاهل الجميع. فعلى الرغم من الألم والجوع وقلة الموارد، لم يتخلَّ السودانيون عن إنسانيتهم؛ بل تقاسموا جرعة الماء، وشطروا لقمة العيش، وأسسوا التكايا لإطعام الفقراء والمحتاجين البؤساء الذين حاصرتهم الظروف القاهرة ومنعتهم من مغادرة منازلهم التي احتلتها أصوات الجوع وصرخات الفقر .
في مواجهة كل ذلك، حمل السودانيون سلاح الصبر والصمود، مستندين إلى أملٍ متقدٍ في نفوسهم بأن السلام سيأتي ليعيد إليهم الحياة. لقد أثبتوا أن إنسانيتهم أقوى من الحرب، وأن التضامن هو أعظم رسالة يحملها شعب يناضل من أجل السلام والحرية والمساواة والكرامة.
لكن للأسف، وفي خضم هذه التضحيات الجليلة، برزت ظاهرة التخوين التي تُلقي بظلالها الثقيلة على المجتمع، حيث وُجّهت اتهامات التعاون مع العدو ضد من اضطروا للبقاء في منازلهم أثناء الحرب. هذا التخوين العشوائي هو جرح أعمق من الحرب نفسها، وظلم لا يقل وطأة عن أهوال القتال.
إن العدالة تقتضي ألا تُطلق الأحكام جزافاً، وألا يُدان أحد بناءً على الظنون والشبهات. يجب أن يكون القانون هو الفيصل، وأن تستند أي تهمة إلى أدلة قاطعة تُثبت الجرم بما لا يدع مجالاً للشك المعقول. فالقضاء النزيه والمحاكمات العادلة هما السبيل الوحيد لضمان حقوق الجميع، وللحفاظ على القيم الإنسانية التي ناضل الشعب السوداني لترسيخها.
إننا بحاجة إلى أن نستظل جميعاً بمظلة العدل، لأن العدل هو أساس السلام، وأسمى القيم الإنسانية التي عرفتها البشرية منذ فجر التاريخ. فلنقل جميعاً “لا للتخوين”، ولنعمل معاً من أجل بناء وطن يحترم كرامة الجميع ويُعلي من شأن العدالة فوق كل اعتبار.
باقان اموم: محاكمة مشار باطلة وتشكل تهديدًا للوحدة الوطنية
جوبا : متابعات تي نيوزنقلاً عن عمق الحدث أدان تحالف الشعب المتحد (UPA) بشدة ما وصفه بـ”الم…