مأساة فيضانات الجزيرة أبا

متابعات : تي نيوز

شهدت مدينة الجزيرة أبا في السودان كارثة إنسانية غير مسبوقة نتيجة فيضانات عارمة اجتاحت المدينة، مما تسبب في خسائر فادحة في المرافق والممتلكات، وتزامن هذا الفيضان مع تفشي أمراض مثل الكوليرا وزيادة حالات لدغات العقارب والثعابين، مما زاد من معاناة السكان.

غمرت المياه ثلثي المدينة تقريبًا، وهددت باقتحام المناطق الحيوية مثل السوق القديم والمستشفى، والسبب الرئيسي للفيضان إلى ارتفاع منسوب مياه النيل بشكل غير مسبوق، والذي أدى إلى تجاوز السدود والتحوطات.

كافة المقابر بالجزيرة أبا شملها الغمر أو يتعذر الوصول إليها، وقد عانت أسرة حالة وفاة مركز العزل اليوم في إيجاد مكان للدفن، وهذا أمر يضاعف معاناة المواطنين ويهدد بانتشار الوباء حال تأخر الدفن أو عدم الدفن في أماكن مناسبة.

دمرت الفيضانات آلاف المنازل والبنية التحتية وأزالت أحياء بكاملها، وتسببت في تشريد أعداد كبيرة من السكان الذين نزحوا إلى مناطق (ربك، كنانة، ود القلع، وقفا) كما تسبب في قطع كافة الطرق الداخلية وتعطيل الخدمات الأساسية، وخروج محطة مياه الشرب الرئيسة عن الخدمة.

وقد سجل مركز العزل بمستشفى الجزيرة أبا حالات وفاة وإصابة بالكوليرا بشكل كبير، نتيجة تلوث مصادر المياه وزيادة التجمعات السكانية في المناطق المنكوبة إذ أن الجزيرة أبا كانت تكتظ بالنازحين جراء الحرب.ن

كما أدى انتشار المياه إلى زيادة أعداد العقارب والثعابين والهوام التي خرجت جراء دفق المياه في المناطق السكنية، مما تسبب في ارتفاع حالات اللدغات.

أطلق السكان نداءات استغاثة للمساعدة في إجلاء المتضررين وتوفير الإغاثة الطبية، ونشطت عدة غرف طواريء في الأحياء والمناطق المختلفة.

بدأت بعض المنظمات والجهات الحكومية زيارة الجزيرة لتقديم المساعدات الإنسانية، وقدمت بعض المجموعات مساهماتها ولكن الحاجة مازالت كبيرة، للإيواء والغذاء والدواء ووقود الإجلاء.

من المتوقع أن تواجه جهود الإغاثة تحديات كبيرة بسبب صعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة وندرة الموارد، وذلك يتطلب جهود مركزية ودولية لدعم الجهد الولائي.

التوصيات العاجلة:

• ضرورة تقديم مساعدات إنسانية عاجلة للمتضررين، بما في ذلك الغذاء والدواء والمأوى.
• تكثيف الجهود لمكافحة الأمراض المنتشرة، مثل الكوليرا، من خلال توفير المياه النظيفة وتحسين الصرف الصحي.