شمس العتمةأشياء من بقايا السقوط

بقلم : بروف إيهاب السر محمد الياس

جامعة الجزيرة : تي نيوز

اشياء من بقايا السقوط

  نسمات شتاء حالم تراود ذكرياتي عن نفسها ويتلاحم الماضي بالحاضر  ليصنع واقعا أليفا نحو شعاعات لاحت في نهاية النفق الحزين نفق الانهزام والانكسارات. صمد هذا الشعب الأبي  كثيرا وسالت على هذه الارض الحبيبة دماء طاهرة وشاخت آمال عظام .احتقر علماء وانتهكت حرمات وذابت كتل اموال وثروات وكتب ضياع دنياوات ساحرة من الإلفة الرتيبة بين اسر عريقة عصفت بها الحرب اللعينة الى الحضيض وبين ذاك وذلك ارتسمت عبر وحكم وتغيرت مبادئ وافكار . تغيرت تراتيبية الناس في القلوب فغرباء احتلوا السويداء واقارب تم نفيهم لشواطئ الخزلان. 

لينطوي كل منا على نفسه وليأخذ قلما وورقة لجرد الحساب ماذا فقدت وماذا كسبت؟ وما الذي تغيير في دواخلي من مبادئ وقيم؟ وما الذي احتل مواقعا استراتيجية واحتل مواقعا في دواخلنا كان يصعب الوصول اليها؟

على المستوى الشخصي الفترات العصيبة التي مررنا بها تراوحت بين ثلاثة مراحل اولها مرحلة الصدمة مرحلة عصيبة تكون فيها كالريشة في مهب الريح لا تدري ماذا انت فاعل؟ ثم مرحلة الاستيعاب ثم اخيرا التأقلم. تفاوت البشر في التعامل مع هذه المراحل فمنهم من استسلم في المرحلة الاولى واصابه اليأس وربما فارق الدنيا حزنا ومنهم من وصل ولامس مراسي الاستيعاب ولكنه ظل غير متمكنا من تجاوز اثار الصدمة ظل يتلفت لزمن المعجزات لانتشاله من الوهدة.

حقيقة هنيئا لمن وصل مرحلة التأقلم وبدأ من مرحلة تحت الصفر مجرجرا اذيال الخيبة وقودا لانتصار عزيز لوطن عزيز . لدي احساس ان الفرح الغامر قادم لا محالة والوطن العزيز يلعق في جراحة بعد الصبر المر وينتفض ثائرا ثورة ستعصف بكل دجال الى موقعه في جحيم الايام فبعد ان تمايز اصحاب المصالح ذات الطابع الشخصي اولائك الذين يطوعون مهنهم ومهاراتهم الفعلية لتحقيق مأربهم الشخصية . الوطن قادم ياسادة بقوة الحب والعنفوان فليستعد كل أفاك اثيم لدفع ثمن انه كان انانيا وكان جاهلا وانه لم يصل الى الحقيقة التي صارت بائنة كوهج الشمس بأن الزمن القادم هو زمن العدل والعلم والأمانة والنزاهة زمان انتصار عزيز للوطن وجنوده الذين يعملون بصمت اعلموا تماما انه لن يكون لكم بعد الان وجودا في ترابنا ولا قلوبنا ستعرفون حقيقة حينها كم هو قاسي النفي والانزواء.