أم درمان تشهد موجة نهب نهارية رغم انتشار القوات قرب مستشفى النو

متابعات : تي نيوز

  في تطور مقلق يعكس هشاشة الوضع الأمني في امدرمان ، كشفت لجان مقاومة الحارة الثامنة بمحلية كرري في مدينة أم درمان عن وقوع سلسلة من حوادث النهب والاعتداءات في الأجزاء الشمالية والجنوبية الشرقية من المنطقة، ووصفتها بأنها انتهاكات ممنهجة تُرتكب في وضح النهار. 

وأشارت اللجان إلى أن هذه الاعتداءات تتضمن نهب هواتف المواطنين والاعتداء عليهم باستخدام الأسلحة، في ما اعتبرته محاولة يائسة لكسر إرادة السكان المحليين، وفق ما ورد في بيانها الصادر يوم الثلاثاء الثالث والعشرين من سبتمبر 2025.

أوضحت أن هذه الانتهاكات ليست جديدة، بل تعود إلى عام 2023، حيث بدأت في محيط مستشفى النو قبل أن تمتد إلى مختلف أنحاء الحارة الثامنة، وتشمل جرائم قتل وسطو مسلح وأعمال إرهابية. وأكدت أن هذه الجرائم تُرتكب على مرأى من نقاط ارتكاز القوات الأمنية المنتشرة قرب المستشفى، ما يثير تساؤلات حول فعالية الإجراءات الأمنية المتخذة لحماية المدنيين. وأدانت اللجان بشدة ما وصفته بالاعتداءات المتكررة، مؤكدة أن دماء الأبرياء وكرامة المواطنين لن تكون رخيصة، وأن هذه الأفعال لن تمر دون مساءلة.

من أبرز مظاهر الانفلات الأمني التي تثير قلق المواطنين، ظاهرة “تسعة طويلة”، وهي تسمية شعبية تطلق على عمليات خطف الحقائب والهواتف من النساء والمارة في الشوارع، غالباً تحت تهديد السلاح الناري. هذه الظاهرة باتت منتشرة في عدد من الأحياء، وسط غياب واضح للدوريات الأمنية، ما دفع الأهالي إلى المطالبة بتدخل عاجل يعيد الطمأنينة إلى الشوارع والأسواق. ورغم التصريحات الرسمية، لا تزال الاستجابة الميدانية محدودة، ما يفاقم من حالة التوتر في العاصمة.

في سياق المتابعة الرسمية، التقى مدير عام قوات الشرطة في السودان، الفريق أول عبد المنعم الفضل، يوم الإثنين الثاني والعشرين من سبتمبر، رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، حيث قدم له تقريراً مفصلاً حول الوضع الأمني في البلاد والعاصمة. اللقاء يأتي في وقت تتزايد فيه المطالب الشعبية بتعزيز الانتشار الشرطي وتفعيل آليات الردع ضد العصابات المسلحة. من جهته، شدد والي الخرطوم أحمد عثمان على ضرورة الإبلاغ الفوري عن الجرائم وعمليات النهب، مؤكداً أن حكومة الولاية تعمل على تهيئة المناخ الأمني، رغم التحديات المتصاعدة.