‫الرئيسية‬ غير مصنف رسالة في بريد اللجنة الإنسانية بشمال دارفور
مقالات - ‫‫‫‏‫أسبوع واحد مضت‬

رسالة في بريد اللجنة الإنسانية بشمال دارفور

بقلم : محمد شعيب

متابعات : تي نيوز

  كبار السن، والمعاقين حركياً وذهنياً، والمصابون، والمرضى، هؤلاء شرائح مهمة في المجتمع، لكنها مجهولة، ومجردة من كل أنواع الدعومات الإنسانية التي تقدم لسكان الفاشر، والعائق الأوحد الذي يحول دون الحصول عليها هو عدم مقدرتهم على الحركة والتنقل بين الأماكن التي تتنفس فيها الحياة.  

في مواقع تكايا الطعام، تسجل تلك الشرائح غياباً تاماً في دفتر الحاضرين الذين تتكاثر أعدادهم يوماً بعد يوم، لجهة أن بعض الحضور أنفسهم لا يحظون على حصص جرعات الطعام، فكيف للغائبين أن يكون لهم ذلك النصيب؟

فمن خلال ملاحظاتي في نقاط التكايا حيث يوزع المستفيدون في مجموعات، وفي كل مجموعة سبعة أفراد يقدم لهم الوجبة لتتناولها في الموقع نفسه، وبعد الإنتهاء عادةً ما يهرع العشرات من الناس نحو المتطوعين في التكايا بآنيتهم، وهم يتوسلون إليهم لإعطائهم الطعام بغرض إيصاله لذويهم الذين يعجزون عن السير إلى تلك البقعة التي تسد رمق الجوعى.

ولكن دائماً ما يعودون خالي الوفاض، نسبةً لنفاد الطعام الذي لا يغطي في بعض الأحايين حتى الحاضرين أنفسهم كما ذُكر آنفاً.. فتجد الآمهات الحنينات يذرفن الدموع، والهموم تعلو على قسمات وجوههن، فكيف إذاً يكون شكل التدبير لآمهاتهن الواقرات في البيوت، أوآبائهن الكبار، أوأبنائهن المصابين جراء هذه الحرب اللعينة، أوالمرضى طريحي الفراش؟ وفي مشهد مماثل مأساوي هنالك من يحمل أقربائه من تلك الشرائح على عربة اليد “الدرداقة” قاطعاً مسافات طويلة للوصول إلى التكية، وبعض الشباب المصابين في أوصالهم يتدرجون بهمسات الأنين من شدة الألم، وبعض الأطفال أوالصبيان يحملون على الظهور حرصاً على تناول لقيمات الوجبة.

وهنا نقترح لوزارة الرعاية والتنمية الاجتماعية، ومفوضية العون الإنساني بشمال دارفور، ولجنة المساعدات الإنسانية أن تدرس هذا الأمر وترعى هذه الشرائح بتخصيص إحدى المبادرات الإنسانية المعتمدة لديها في أقل التقديرات، أن تجري مسحاً ميدانياً شاملاً بأحياء ومراكز الإيواء لحصر أعداد تلك الشرائح، وتسمية المنادب الذين يخول لهم صرف حصص الطعام لأولئك النفر من نقاط تحددها المبادرة، وفي هذا العمل الذي يدعو إلى الاستمرارية يتطلب من المسؤولين بالولاية تخصيص ميزانية مقدرة تمكن المبادرة من مواصلة نشاطها، وحسناً فعلت الأمانة العامة لديوان الزكاة الاتحادي برصد نسبة 7% من الميزانية العامة للديوان دعماً لسكان الفاشر، ولكن هذه الأموال يجب أن يصرف ويوظف بطريقة حسنة حتى لا يظلم مواطن في المدينة المحاصرة لأكثر من عام ونصف. وهذه الرسالة عساها أن تقرأ في سياقها الصحيح، وتجد عناية ورعاية كافية من القائمين على أمر هذه الولاية.

الفاشر: 17/9/2025

Muhammed14209@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

باقان اموم: محاكمة مشار باطلة وتشكل تهديدًا للوحدة الوطنية

جوبا : متابعات تي نيوزنقلاً عن عمق الحدث أدان تحالف الشعب المتحد (UPA) بشدة ما وصفه بـ”الم…