إستقالة السفير عمر صديق تكشف خلافات داخلية في الخارجية السودانية

متابعات : تي نيوز

قدّم السفير عمر صديق استقالته من منصبه كوزير دولة بوزارة الخارجية والتعاون الدولي، في خطوة مفاجئة ألقت بظلالها على المشهد الدبلوماسي السوداني، وأثارت تساؤلات حول أسبابها الحقيقية.

وبينما ربطت مصادر رسمية الاستقالة بإعادة تشكيل الحكومة عقب تعيين د. كامل إدريس رئيساً للوزراء، كشفت مصادر رفيعة لـ«السوداني» أن وراء القرار دوافع أعمق تتعلق بخلافات حادة داخل أروقة الوزارة.

وأوضحت أن مقربين من رئيس الوزراء، بينهم العقيد نزار عبدالله مدير مكتبه، والسفير بدر الدين الجعيفري مستشاره، مارسوا ضغوطًا للتأثير على قرارات تتصل بتنقلات السفراء وتعيينات البعثات الخارجية.

المصادر أكدت أن السفير صديق رفض تلك التدخلات بشكل قاطع، متمسكًا بأن التنقلات الدبلوماسية تُدار وفق تقييم مهني دقيق، وليس استجابة لأجندات شخصية أو حسابات قديمة.

واعتبرت أن هذا الموقف شكّل النقطة الفاصلة التي دفعته لتقديم استقالته.

وتشير المعلومات إلى أن الخلافات لم تقتصر على وزارة الخارجية، إذ حاول الجعيفري الدفع بتعيينات في مواقع حساسة بمجلس الوزراء.

أبرزها تعيين أمين عام من خارج الوزارة، وهو ما أثار جدلاً إضافيًا حول طبيعة النفوذ الذي يمارسه.

وفي رسالة وداعه، أعرب السفير عمر صديق عن اعتزازه بمسيرته الممتدة لأكثر من أربعة عقود، مؤكدًا أنه سيظل مدافعًا عن مصالح السودان العليا بخبرته وفكره، وداعيًا لسلام واستقرار البلاد.

تأتي هذه الاستقالة في توقيت بالغ الحساسية، حيث يواجه السودان تحديات خارجية متشابكة، ما يضع الوزير الجديد أمام اختبار صعب لضمان استقلالية القرار الدبلوماسي وحماية المؤسسة من التدخلات السياسية.