سكان الفاشر يواجهون الجوع بأوراق النيم و”الأمباز” وارتفاع كبير لاسعار السلع
متابعات : تي نيوز

في مدينة الفاشر الواقعة غربي السودان، والتي تعاني من حصار خانق منذ منتصف نوفمبر 2023، بلغ سعر كيلو الدقيق ورطل الزيت نحو مئة ألف جنيه سوداني، إن وُجد. هذا الارتفاع الجنوني في الأسعار يعكس حجم الأزمة الإنسانية التي تعيشها المدينة، حيث اضطر المواطنون إلى تناول أوراق الأشجار وعلف الحيوانات المعروف بـ “الأمباز”، نتيجة لانعدام الغذاء الكامل
مدينة الفاشر صمدت في أكثر من 220 معركة، حيث واجه الجيش السوداني والحركات المسلحة المتحالفة معه، إلى جانب السكان، موجات متتالية من الهجمات التي شنتها مليشيا الدعم السريع. هذا التصعيد العسكري أدى إلى نزوح آلاف المواطنين إلى خارج المدينة، بينما يعيش من تبقى داخلها في ظروف إنسانية بالغة القسوة.
الصحفية لنا عوض، المهتمة بالشأن الإنساني في شمال دارفور، وصفت الوضع في الفاشر بأنه كارثي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، نتيجة للحصار الكامل المفروض على المدينة منذ أكثر من عام ونصف. وأوضحت أن الحصار يشمل منع دخول الطعام والشراب والدواء، إلى جانب الانتهاكات المستمرة والقصف العشوائي الذي يستهدف منازل المدنيين، متسبباً في سقوط أعداد كبيرة من الضحايا.
وأضافت أن الوضع المعيشي ازداد سوءاً خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، بعد نفاد المواد الغذائية، مشيرة إلى أن لا وجود لأي طريق لإدخال الإغاثة، وأن هناك مجاعة غير معلنة من قبل الحكومة. وأكدت أن الأطفال هم الأكثر تضرراً، حيث انتشرت أمراض سوء التغذية، وأصيبت معظم الأمهات بفقر الدم، كما تدهورت الحالة الصحية لأصحاب الأمراض المزمنة، في ظل غياب الدعم المالي والطبي.
وأشارت إلى أن المواطنين اضطروا لتناول علف الحيوانات المخزن، كما لجأ البعض إلى أكل أوراق الأشجار وصفق النيم المر، ما دفع الكثيرين إلى مغادرة المدينة والنزوح نحو محليات قريبة مثل طويلة وكتم وكبكابية. أما من بقي داخل المدينة، فيعتمد على ما توفره التكايا وجهود أبناء المنطقة والمتطوعين.
وبحسب تقارير صحية دولية، فإن موجات النزوح من الفاشر ساهمت في انتشار مرض الكوليرا، كما أعلنت منظمة أطباء بلا حدود الفرنسية، في مؤشر إضافي على تفاقم الأزمة الصحية والإنسانية في المنطقة.
تشهد مدينة الفاشر ارتفاعاً غير مسبوق في أسعار السلع الأساسية، وسط أزمة حادة في السيولة النقدية وانعدام شبه كامل للمواد الغذائية في الأسواق، ما أدى إلى تفاقم معاناة السكان في ظل حصار خانق. وقد بلغت أسعار السلع مستويات صادمة، حيث وصل سعر جوال الدخن إلى مليون ونصف المليون جنيه سوداني، فيما بلغ سعر ربع جوال الدخن 200 ألف جنيه، وربع جوال الذرة 180 ألف جنيه. كما ارتفع سعر كيلو السكر إلى 85 ألف جنيه، وكيلو الدقيق إلى 55 ألف جنيه، والعدس إلى 80 ألف جنيه، في حين بلغ سعر لتر زيت الطعام 50 ألف جنيه، ورطل الويكة 70 ألف جنيه، ورطل الصلصة 15 ألف جنيه.
وفي ظل انعدام سلعة السكر، وصل سعر جوال السكر إلى 3.4 مليون جنيه، بينما بلغ سعر ملوة الدخن 150 ألف جنيه عند الشراء عبر تطبيق بنكك، ونصف هذا المبلغ عند الدفع نقداً. كما ارتفع سعر برميل المياه إلى 25 ألف جنيه، وسجلت صابونة الغسيل الواحدة 23 ألف جنيه، ما يعكس حجم الأزمة المعيشية التي تعصف بالمدينة.
الصحفية لنا عوض أفادت بأن جميع المؤسسات والمستشفيات توقفت عن العمل في وقت مبكر، وكان آخرها المستشفى السعودي الذي تعرض للتدمير جراء قصف مليشيا الدعم السريع. وأشارت إلى أن المركز الصحي الوحيد الذي كان يستقبل الجرحى في حالات الطوارئ يعاني من نقص حاد في المستلزمات الطبية، بما في ذلك شاش الجروح الذي نفد تماماً، مؤكدة أن الجرحى يتم تضميدهم باستخدام قطع من الملابس القديمة والناموسيات. وأضافت أن المدينة تشهد حالات وفاة جماعية، حيث يُدفن الموتى بملابسهم لعدم توفر الأكفان، في ظل غياب تام للعلاج، ما أدى إلى وفاة العديد من أصحاب الأمراض المزمنة والأطفال نتيجة سوء التغذية .
وقفة إجلال وتقدير للجيش الابيض بالفاشر.. للتفرد والتميز
متابعات : تي بقلم : سلافة محمد أحمد ظلت الكودار الطبية أي"الجيش الأبيض" بمدينة الفاشر حاضر…