Categories: غير مصنف

الطابور الخامس الإلكتروني: كيف تتحرك المليشيا داخل فضاء السوشيال ميديا؟بقلم : منير شريف ابراهيم

متابعات : تي نيوز

⚡تحقيق ميداني في حرب غير مرئية… تخوضها المليشيا بلوحات مفاتيح لا ببنادق

  في الحروب التقليدية، يُعرف العدو من خلال زيه، سلاحه، وموقعه. أما في الحرب السودانية اليوم، فثمة عدو يلبس قناع “المواطن”، يكتب باسم “ثائر”، ويغرد كأنه “وطني غيور”، بينما هو في الحقيقة طابور خامس إلكتروني… يُدار من غرف مغلقة، ويدين بالولاء لجهة واحدة: الخراب.

في هذا الفضاء الأزرق، لا يُطلق الرصاص، لكن تُغتال الحقائق. لا تُرفع البنادق، بل تُرفع حملات تشويه منظمة ضد الجيش والمواطنين، تُضخ إشاعات لحظة بلحظة، ويُدار الرأي العام كما تُدار الطائرات المسيّرة: عن بعد… وبدقة مميتة.

  1. الحسابات الوهمية: الجندي المجهول للمليشيا

من يراقب تدفق التغريدات والمنشورات، يدرك أن هناك نمطًا يتكرر:
• حساب جديد باسم مستعار
• صورة غير حقيقية أو مسروقة
• خطاب عدائي مركز ضد الجيش أو المقاومة
• تفاعل مكثف في ساعات محددة، ثم اختفاء مفاجئ

هذه ليست مصادفة. إنها “شبكات نائمة” تابعة لغرف عمليات إلكترونية، مهمتها تضليل، تخويف، وزرع الشكوك بين الناس.

  1. استراتيجية بث الإشاعة: نصف معلومة، كامل الأذى

المليشيا لا تحتاج إلى إثبات… يكفيها أن تشكّك.
• “وصلوا لداخل القيادة…”
• “الجيش انهار في الفاشر…”
• “تمت تصفية فلان في المعتقل…”

هذه العبارات تنتشر كالنار، حتى لو كذّبها الواقع بعد ساعات. لأن الهدف ليس الحقيقة… بل ضرب المعنويات.

  1. توظيف المؤثرين والعملاء المحليين

لم يعد الطابور الخامس صوتًا نشازًا. بل صار يندسّ عبر صفحات ذات متابعين، وقنوات تحظى بثقة الناس. بعضهم مأجور… وبعضهم بلا وعي تحوّل إلى بوق للمليشيا.
• “نحن نريد سلامًا لا حربًا”
• “كلهم مجرمون… لا فرق بين الجيش والمليشيا”
• “المشكلة سياسية وليست أمنية”

بهذه العبارات الناعمة، يغطّون مجازر، ويُمررون مخططات.

  1. ما لا تقوله النشرات: الحرب على الوعي

النشرات الإخبارية تتحدث عن تقدم هنا، وقصف هناك. لكنها لا تقول إن الحرب الأخطر اليوم تُخاض داخل عقولنا.
كل إشاعة لا تُرد تُصبح “حقيقة”.
وكل كذبة تُعاد مرارًا تُصبح “رأيًا عامًا”.

الجيش يقاتل في الأرض… والمواطن يجب أن يقاتل على “الخط الزمني”.

حرب العقول لا تقل دموية عن حرب البنادق

هذه ليست معركة بين جيش ومليشيا فقط… بل بين وعي وزيف.
فكل تغريدة كاذبة لا تُدحض، وكل صورة مفبركة تُترك دون توضيح، هي رصاصة في صدر الوطن.
إن الردّ على هذا الطابور الخامس لا يكون فقط بالبلاغات، بل بالوعي، وبكلمة صادقة، وصوت لا يخشى الحقيقة.

منير شريف ابراهيم
مايو 2025

فريق Tenews

Recent Posts

إختراق الهدنة أم تخدير المواطن (الفاشر قربان الحرب)بقلم : عايدة عبد القادر

متابعات : تي نيوز وبعد أن بلغ السيل الزبا فى قضية حصار الفاشر التى طال…

يومين ago

إيران قد تنقل مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى دولة أخرى

وكالات : تي نيوز أعلن مندوب إيران لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، السبت، إن…

يومين ago

توقعات بهطول أمطار بولاية الخرطوم إعتباراً من مساء غدٕ الإثنين

متابعات : تي نيوز كتب راصد جوي منذر احمد الحاج في منشور على صفحته الرسمية…

يومين ago

رئيس الوزراء يقرع جرس بدء امتحانات الشهادة السودانية

بورتسودان : تي نيوز دشن رئيس مجلس الوزراء، كامل إدريس انطلاق امتحانات الشهادة السودانية للدفعة…

يومين ago

أجهزة تشويش متقدمة للمليشيا كشفتها منصة القدرات العسكرية

متابعات : تي نيوز كشفت منصة القدرات العسكرية السودانية ان أجهزة التشويش التي تم العثور…

3 أيام ago

وجهة امريكا المقبلة هي السودان لايقاف الحرب وتحقيق السلام

وكالات : تي نيوز أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن وجهة وزارة الخارجية الامريكية…

3 أيام ago