في يوم مولدي .. اتمنى أن تبرأ جراحات وطني الغائرة

بقلم: اعتماد أحمد حسب الكريم

متابعات : تي نيوز

الثالث عشر من مايو، وفي مثل هذا اليوم كُتِب لي أن أرى النور، وأفتح عينيّ على هذا العالم المليء بالمفارقات والأقدار التي خطّطنا خطواتٍ نمشيها. وعلى الرغم من أنني لم أحقّق كل ما أريد، إلا أنني – ولله الحمد والمنّة – راضية تمام الرضا بما حقّقته، وما كُتِب لي حتى لحظة كتابة هذه السطور.

فاللهم لك الحمد والشكر على هذا العام الذي وهبتَني إياه، فاجعله لي عام عِوَضٍ جميل، وتحقيق الأمنيات، واستعادة الطمأنينة إلى روحي وقلبي.

أربعون عامًا لم تكن مجرّد أرقامٍ تراكمت في حياتي، بل كانت حياةً تنبض، ومحطّاتٍ من الصبر صقلت روحي وعقلي، ونُقِش اسمي في دروب الحياة لتجعل كل تجربة إضافةً حقيقيةً لي، وبخاصة في حياتي الاجتماعية والمهنية.

يوم ميلادي هو بمثابة شهادةٍ على وجودي هنا؛ حيث عشت وتعلّمت، وتألّمت وأحببت، وكرهت ونضجت، وترعرعت وكبرت، وكبرت معي أمنياتي وأحلامي، أفراحي وآمالي، وحتى جراحاتي.

اليوم أتممتُ عامًا جديدًا من عمري، ولا أعلم ما ستخبئه لي الأيام في طيّاتها من فرحٍ أو حزن، من ألمٍ أو أمل. لكن كل فشلٍ مررتُ به علّمني كيف أنهض من جديد، وعلّمني أن كل حزنٍ – مهما طال – فسيعقبه فرح، وأن كل ليلٍ في نهايته فجرٌ وصباحٌ جديد.

الثالث عشر من مايو من كل عام هو تاريخٌ يتجدّد فيه لقائي بالحياة، رغم العثرات والخيبات والمواجع. أتظاهر بالقوة رغم الضعف، وأضحك رغمًا عن ألف حزنٍ ومأساة. أمشي بخطواتٍ ثقالٍ في أرضٍ لا تشبهني، فقد تغيّرت جميع الملامح، وتبدّلت الأشياء، فما عاد المكان ولا الشخوص ولا الوطن!

اليوم لا أطلب هديةً، ولا أبحث عن شموعٍ أو كلماتٍ أو ابتساماتٍ أو دعواتٍ وأمنيات، لأن كل ما أريده أن تبرأ جراحات وطني الغائرة، وأن أعود إلى وطنٍ لا تُرسم حدوده بالخوف والدماء والأشلاء، وأن أعود إلى نفسي التي ضاعت بين هُنا وهناك.

فاللهم، في يوم مولدي، إني أستودعُك قلبي فلا تعلّقه بما لم يُكتَب لي، وارزقني الخير ثم ارضني به.
اللهم إني أستودعك ما بقي من عمري فبارك لي فيه، وارزقني الخير والرضا، واكفني شرَّ خلقك.
اللهم اجعله عام خيرٍ على وطني وأهلي وعليَّ، واجعله عامًا يُساق فيه الرزق والبركة إلى بلدي وإليَّ.