Categories: غير مصنف

للعام الثالث على التوالي.. الحرب تهدد حياة مليون و(٨٠٠ ) ألف شخص بالفاشر

بقلم : محمد شعيب

متابعات : تي نيوز / محمد شعيب

 عامان مضيا على الحرب، ومدينة الفاشر، لاتزال تمطر عليها بوجه انتقامي، نيران القصف المدفعي دون توقف، تهدف إلى إبادة السكان العالقين في داخل المدينة المحاصرة منذ شرارة الحرب. 

الهجمات التي يشنها الدعم السريع على مناطق واسعة في أرياف وقرى الفاشر هجرت مئات الآلاف من الأهالي للنزوح إلى داخل عاصمة ولاية شمال دارفور، بمنهجية تجميع الناس في مكان واحد ومن ثم القضاء عليهم وإبادتهم كلياً، كثمن باهظ للصمود الذي أبداها أحفاد سلاطين دارفور، حيث تعيش الأحياء المختلفة لمدينة الفاشر، تحت صفيح ساخن من النيران، ودوي الانفجارات المستمرة في كل حين.

وما زاد الوضع الإنساني أكثر تفاقماً هو الجوع المتفشي داخل المدينة، والندرة في السلع الأساسية للحياة، وتصاعد إرتفاع الأسعار،أشبه بمتوالية هندسية، مع تسجيل شح في السيولة النقدية، وتوقف الأجهزة الفضائية للإتصالات “الاستارلينك” الميسرة والمسهلة في نظام البيع الإلكتروني، بدواعي أمنية، مع تنامي أزمة جديدة في المياه.

تكدس أعداد هائلة في المدينة المحاصرة، يضع النظام الصحي والبيئي الهش أصلاً، أمام خطورة بالغة التعقيد، فالجوع يؤدي إلى أمراض وإلى وفيات، بجانب مظاهر التبرز في العراء وانتشار نواقل الأمراض كل ذلك تضع حياة الناس في مخاطر جديدة، حال عدم وجود استجابة سريعة وعاجلة لإنقاذ الموقف الإنساني.

التباطؤ في إدخال المساعدات الإنسانية براً أم جواً، مسؤولية تتحملها الحكومة المركزية التي ليس أمامها سوى كسر الحصار المفروض على عاصمة إقليم دارفور لإدخال المساعدات الإنسانية، أوتجري عمليات الإسقاط الجوي، فمعظم المدن والبلدات تسلمت حصصها الإغاثية من الدول المانحة بما في ذلك مدينتي كادوقلي والدلنج اللتين كانتا تحت الحصار أيضاً.

إن كان العامين اللذين انقضا من عمر الحرب حيث تعايش المواطنون معها، من فزاعة المشاهد بتقتيل وفقدان أحبابهم ومعارفيهم بالآلاف، وأسر أبيدت بأكملها؛ فإن من صعوبة بمكان أن يتعايشوا مع الجوع، والمرض اللذين يجانبهما كذلك مدافع الدعم السريع الممطرة على الساكنين في كل حين.

مبادرات كثيرة قادتها شباب الفاشر لفك الحصار عن المدينة، مثل الفاشر لن تقاتل وحدها، القومية تنتصر، أغيثوا الفاشر، لكن دون استجابة ملموسة من قبل الحكومة المركزية، حتى سقط مخيم زمزم للنازحين وزهقت أرواح بريئة، لها الرحمة والمغفرة، ولكن مع ذلك، لا يأس مع الحياة، والأمل معقود بأن تتواصل المبادرات خاصة من أبناء الفاشر في الخارج وكل السودانيين، من واجب مسؤولياتكم الوطنية، والأخلاقية، والإنسانية عليكم تنظيم مسيرات حاشدة في الميادين والشوارع لإيصال صوت المنكوبين، بأن هنالك مليون 800,000 شخص في الفاشر يواجهون خطر الموت بالجوع والقتل بالقذائف المدفعية.

فريق Tenews

Recent Posts

باقان اموم: محاكمة مشار باطلة وتشكل تهديدًا للوحدة الوطنية

جوبا : متابعات تي نيوزنقلاً عن عمق الحدث أدان تحالف الشعب المتحد (UPA) بشدة ما…

17 ساعة ago

مُدْخَلاتُ التَّهَيُّؤِ، فَاسْتِجَابَاتُ الرَّحِيْلِ (34)بقلم : د. حسن محمد دوكه

متابعات : تي نيوز ” … فَافْتَحُوا حُرَّاسَ سِنَّار، اِفْتَحُوا لِلعَائِدِ أَبْوَابَ المَدِيْنَة.- “بَدَوِيٌّ أَنْتَ”؟…

19 ساعة ago

تحذيرات من كارثة صحية في السودان مع انتشار الضنك في 17 ولاية

متابعات : تي نيوز في تطور صحي مقلق، يشهد السودان تفشياً متسارعاً لحمى الضنك، حيث…

يومين ago

عطل فني بسد مروي يؤدي الى انقطاع الكهرباء في عدد من الولايات

متابعات : تي نيوز أدى عطل فني بسد مروي الي خروج ولايات نهر النيل، النيل…

يومين ago

دول الرباعية تجتمع أمس بنيويورك

وكالات : تي نيوز قال مستشار الرئيس الأميركي مسعد بولس، عقب مشاركته في اجتماع دول…

يومين ago

الاجتماع التأسيسي الأول لمبادرة الصحفيين السودانيين بكمبالا الاحد المقبل

كمبالا : تي نيوز تستضيف جامعة ماكيريري بالعاصمة الأوغندية كمبالا، يوم الأحد المقبل، الاجتماع التأسيسي…

3 أيام ago