Categories: غير مصنف

(تي نيوز) من داخل مخيم “قوز السلام ” بكوستي .. مآسي وأحزان

كوستي : تي نيوز
تقرير – محمد شعيب

يعاني النازحون بمخيم “قوز السلام” بمحلية كوستي بولاية النيل الأبيض، أوضاعاً صعبة دون توفر أدنى مقومات الحياة من مواد الإيواء، والماء والغذاء، في أعقاب ترحيلهم من مراكز الإيواء بالمدارس إلى تلك المنطقة.

وشكا عدد من النازحين من مناطق مختلفة من مدن وبلدات السودانية، في مقابلة صحافية أجرها معهم موقع “تي نيوز الإخبارية” من عدم مصداقية مسؤولي محلية كوستي في تهيئة المخيم وتزويده بمتطلبات وإحتياجات النازحين وفقاً للوعود التي قطعوها.

وقال عبدالرحمن أحمد المرضي،عضو المكتب التنفيذي لأشخاص ذوي الإعاقة، النازح من محلية كرري بولاية الخرطوم “لموقع تي نيوز” :”إنهم مكثوا داخل المدارس بمدينة كوستي لفترة 18شهراً، وأضاف بأن الإدارة التنفيذية لمحلية كوستي قررت بترحيل النازحين خارج المدارس لمنطقة قوز السلام التي وصفها بمنطقة معزولة وعارية تتغطها كثبان من الرمال.

وأبدى إحتجاجه على نقل النازحين من أربع مدارس دون وحدها دون أن يشمل القرار بقية النازحين، وأضاف أن مسؤولي المحلية وعدوهم بتوفير الخدمات الأساسية بالمخيم من الماء والمرافق العامة، والتعليم ولكنهم فوجئوا بعدم توفرها. وقال: إنه تم توزيع حقائب مدرسية للأطفال بحجة وجود بيئة تعليمية داخل المخيم إلا أن ذلك غير صحيح وأن الأطفال الآن يتجولون بحقائبهم فوق الرمال.

وقال المرضي الذي يعاني من إعاقة حركية:” إنه تم وعدهم بتوفير مواد الإيواء وسلال غذائية لكنهم لم يحظوا بذلك،
وذكر أن منظمة “كافا” قدمت سلة واحدة للإعانة في نهاية شهر رمضان. وأضاف بقوله:” نحن نعاني من شح في المياه بحجة أن هنالك مشكلات في تأجير ناقلات المياه.”

ووجه رسالة لرئيس مجلس السيادة الانتقالي، القائد العام لقوات الشعب المسلحة، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان عبدالرحمن، بأن النازحين والأشخاص ذوي الإعاقة يعانون كثيراً بمخيم “قوز السلام” وتهميشهم وقذفهم في الخلاء دون وجود أدنى المقومات بما في ذلك إنشاء مراحيض خاصة للنساء. وناشد البرهان بتوجيه حكومة الولاية ومحلية كوستي بمخاطبة ومعالجة قضايا النازحين، وعبر عن أمنياته بأن ينصر الله القوات المسلحة حتى يتمكنوا من العودة إلى ديارهم.

من جانبها قالت حبيبة حسن الأمين، النازحة من محلية جبل أولياء:” إن زوجها منتسب في صفوف القوات المسلحة فقدت التواصل معه لمدة عام كامل دون معرفة حقيقته إن كان لايزال على قيد الحياة، وأضافت بأنها أم لثلاثة أطفال لايتجاوز عمر البكر سبع سنوت، وذكرت إنها عانت معاناة شديدة في توفير الطعام والشراب لأطفالها حيث عملت في غسل الملابس في داخل البيوت وتعمل في كل شيء مباح من أجل توفير القوت لأطفالها، وأشارت إلى أن أسباب الترحيل جاءت بناء على فتح المدارس.
واستطردت بقولها:”إن حكومة النيل الأبيض لم تفِ بوعدها في تهيئة وتجهيز المخيم من جلب مواد الإيواء وإنشاء الحمامات والمراحيض. وأبدت عن أسفها للتمييز الذي حدث للأطفال بتسليم “سلة فرحة العيد” لأطفال “جبل الدائر” دون غيرهم الموقف الذي جعل الأطفال يبكون بشدة، وتضيف بأن التمييز شمل حتى الأمهات بتقديم الأواني المنزلية لهن، وأوضحت بأن منزلها بجبل أولياء تعرض إلى السرقة مرتين ومن ثم حرقها وهو يفتقد الآن حتى الأواني المنزلية. وكشفت أن ما يقارب 1000 أسرة تقيم داخل المخيم، وتساءلت في ختام حديثها، ماذا أفعل إذا انتظم برنامج العودة الطوعية في ظل المنزل المحروق؟ من أين نعيش؟ ومن أين نأتي بحقوقنا ؟ ومن يقف معنا؟ وأطلقت صرخة يا ناس أنقذونا.”

بدوره، أكد، مصعب أبو القاسم محمد الحسن،النازح من جنوب الجزيرة، أنه يدرك ولاية النيل الأبيض جيداً بحكم عمله في مشروع النفرة الخضراء بإنشاء حفائر للمياه بعدد من المناطق. وقال: إنه اصطدم بمواقف ومتغيرات حزينة جداً على نقيض الكرم والضيافة التي يتميز بها إنسان كوستي.

وذكر أنه كان مستضاف في مدرسة الأمل الخاصة حيث نُقلوا بشكل غريب جدا بحجج عقد جلسات الإمتحانات ومضى بقوله:” ذات السيناريو حدث معنا بمدرسة ذات النطاقين حيث كان مكثنا فيها شهرين وأُخرجنا من ذات الأشخاص ونُقلنا إلى قوز السلام حيث الخيام المنصابة دون شيء أخر يذكر.

وتساءل عن قيم الشفافية والمصداقية التي يجب للمسؤولين والضباط الإداريين التحلي بها. وقال:” لعدم إنشاء المراحيض المرأة والرجل يقضيان حاجاتهما في العراء في الوقت الذي تدعي الحكومة مكافحة مرض الكوليرا وهو ما إعتبره موقفا متناقضا. وأضاف يجب بألا ينظر للنازحين بأنهم نازحين بل هناك كفاءات مقتدرة في كل المجالات لكن الحرب قذفتهم داخل هذه المخيمات فقدوا أبسط الأشياء التي تحفظ كرامة الإنسان والمعيشة.

وقال لا يوجد أي تدخل مباشر بعد الترحيل من المفوضية المعنية وحكومة الولاية، وأكد أبو القاسم وقوفه مع معركة الكرامة، وقال عند التحدث بالحقائق والشواهد قد يتعرض المتحدث إلى أشياء أخرى قد يصنف في قائمة المحرضين والمشاغبين والاصطياد في المياه العكرة، واستدرك بأنه شخص بسيط لابد من تفريغ الشحنات المعبأة ما في داخله، وأضاف بأن معركة الكرامة دفع فيها الشعب السوداني ثمناً باهظاً من القتل، والتشريد، والنزوح، وفقدان للممتلكات.

وأشار إلى أن النازحين يدركون حقوقهم جيدا. ولفت إلى أن البلاد تحتاج إلى تطهير من القاعدة حتى تكون الخدمة لله. وقال إن أسرته تتكون من تسعة أفراد، وإنه جاهز للعودة إلى منطقته حال توفر تذكرة السفر.

فريق Tenews

Recent Posts

إختراق الهدنة أم تخدير المواطن (الفاشر قربان الحرب)بقلم : عايدة عبد القادر

متابعات : تي نيوز وبعد أن بلغ السيل الزبا فى قضية حصار الفاشر التى طال…

يومين ago

إيران قد تنقل مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى دولة أخرى

وكالات : تي نيوز أعلن مندوب إيران لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، السبت، إن…

يومين ago

توقعات بهطول أمطار بولاية الخرطوم إعتباراً من مساء غدٕ الإثنين

متابعات : تي نيوز كتب راصد جوي منذر احمد الحاج في منشور على صفحته الرسمية…

يومين ago

رئيس الوزراء يقرع جرس بدء امتحانات الشهادة السودانية

بورتسودان : تي نيوز دشن رئيس مجلس الوزراء، كامل إدريس انطلاق امتحانات الشهادة السودانية للدفعة…

يومين ago

أجهزة تشويش متقدمة للمليشيا كشفتها منصة القدرات العسكرية

متابعات : تي نيوز كشفت منصة القدرات العسكرية السودانية ان أجهزة التشويش التي تم العثور…

3 أيام ago

وجهة امريكا المقبلة هي السودان لايقاف الحرب وتحقيق السلام

وكالات : تي نيوز أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن وجهة وزارة الخارجية الامريكية…

3 أيام ago