بقلم : قاسم الفكي
متابعات : تي نيوز
ما ان اشرق صباح عيد الفطر المجيد؛ يوم الاحد الاول من شوال علي سماء مدينة الفاشر قلعة الصمود والبسالة؛ حتي استيقظ اهلها من سبات عميق؛ قريري العين؛ وهم يخرجون من تحت الركام والانقاض .. جلاليب بيضاء؛ نقية من الدنس؛ كقلوبهم الطاهرة الصافية؛ ويكوون عمائمهم بجمرات الدانات؛ ويخرجون الي بيوت الله؛ وتضيئ وجوهم بالابتسامة؛ وتعلوا اصواتهم بالتكبيرات؛ الله اكبر ثلاثه الله اكبر ولله الحمد؛ قلوبهم ثابته؛ واقدامهم راسخه؛ غبروها سعيا لبيوت الله؛ اقاموا صلات عيد الفطر؛ في مساجد قد دمرت اجزاؤها؛ وتهشمت نوافذها؛ بالراجمات والدانات .
نظفوا بايديهم الطاهرة مواضع سجودهم وجباههم من الروايش والمتطاير من المتفجرات؛ اكملوا صلواتهم في ثبات الجبال الرواسي؛والاطواد الشامخات؛ دون وجل من مسيرة؛ ولا خوف من دانة؛ توكلوا علي الواحد الاحد؛ الفرد الصمد؛ وهم موقنون ان الاجل مضروب يومه؛ لا مفر منه؛ وان الغيب عند الخالق الرحمن الرحيم؛ المحيي والمميت .
اكملوا صلاتهم وانتشروا في مدينة الفاشر السلطانية؛ يفشون الفرحة؛ ورائحة البارود تعبق الاجواء؛ يتبادلون التحايا؛ وقد لا يصلون الي ديارهم؛ يطلبون العفو من بعضهم ويعلمون انهم قد لا يتلاقون مرة ثانية؛ يدخلون منازلهم وقد ضاعت ملامح المنازل؛ و قد دمرت اسوار الحيشان؛ وغابت معالم ابوابها ومداخلها؛ وهم يبادلون التهاني مع بعضهم؛ (سيد الخير الله يزيدو؛ وسيد الشر الله يمحاه منه) يصافحون باكفهم البيضاء؛ العفيفة من دماء الابرياء؛وشفشفة الاشياء .
ولأول مرة في تاريخ الفاشر السلطانية في يوم عيد؛ تختفي حبات التمر؛ وتنعدم قطع الحلوي؛ وتحتجب صواني الخبائز ؛ وتحل مكانها حبات السبح التي بها يذكر الله قياما ؛ وقعودا مئات وجواري؛ ولتنتشر صواني الدعاء والحسبنة ؛و الالسن رطبة بالصلاة علي النبي(ص) .
ياتي العيد واهل الفاشر السلطانية يكفنون موتاهم بالملاءات والثياب النسائية ؛ وقد فاق عدد الموتي من المدنيين(( الالف ونيف)) ؛ ياتي العيد والمرضى والجرحى لا يشكون محنهم واحنهم الا للواحد الاحد؛ الشافي والكافي؛ ياتي العيد في الفاشر السلطانيه؛ وشبابها يصنعون علي قدور المعاناة؛ ولدايات الصعاب؛ تكايا؛ فيها بليلة المباشر؛ وفيها فورة البرمة؛ التي ينتظرها اطفال جياع؛مسنون ضعاف؛ وجرعة ماء في جوف يابس .
٠اهل الفاشر السلطانية؛ اسقطوا عن السنتهم مذاق السكر؛ وازالوا عن رؤوسهم المكيفات والجبنات؛ ووجباتهم اضحت حسب المرئ لقيمات يقمن صلبه؛ وجرعة.ماء يبل بها ظمأ حلوق جفت بذكر الله؛
منذ عامين ونصف؛ حصار للطرق؛ وقفلا للتجارة؛ ومنعا لدخول السلع والادوية المنقذه للحياة؛ ماذا تريدون يااهل الفاشر من هذا الصمود الخرافي؟؟؟
هل تريدون الخدمات العامة؟؟ ام تبتغون تقسيم السلطة والثروة ؟؟؟ كلا وحاشى ثم كلا وحاشى .
٠٠اهل الفاشر السلطانية صامدون من اجل شعب السودان؛ شامخون من اجل ارض السودان؛ مضحون من اجل مستقبل السودان؛ مستندون علي الارث التاريخي لاجدادهم الذين حكموا اكبر رقعة لسلطنة سودانية ؛ واكرموا اقدس بيت لله في الارض ؛واشرف قبر لرسول نبي (ص) بصرة الحرمين الشريفين؛ ثابتون علي ارض شعبها حرق العلم البريطاني في الفاشر المنارة في وضح النهار .
منذ 15 ابريل2023م وليس غرورا ولا امتنانا علي الشعب السوداني؛ بل حقيقة ماثلة ؛ هل لقى اهل اي مدينة سودانية حتي اليوم ما عاناه اهل الفاشر !!؟؟
هل هنالك من تحمل اكثر من اهل الفاشر قلعة السودان؟؟
مهما حدث فان الفاشر واهلها ينظرون الي وحدة السودان ارضا وشعبا؛ هدفا اسمى؛ وغاية اعظم؛ ناذرون ابناءهم وشبابهم وشاباتهم من اجل ان يعيش الشعب السوداني عزيزا مكرما فان قدر الكرام لا يعرفه الا الكرماء؛ رفيعي القدر؛ عالي الهمة ، قوي الشكيمه ؛ لم يتزحزحوا كجبال فشار؛ وراسخون كجبال وانا و كاورا؛ ومتدفق سلسال كرهد تندلتي وسولينقا؛ في مقرن حجر قدو .
يا ايها الشعب السوداني البطل قاطبة ؛ َومن حلفا الي ابييي وبوط ومن سنكات الي مستري وفور برنقا٠٠٠دفعت وما تزال الفاشر السلطانية تدفع بسخاء ثمن وتكاليف ان يعيش الشعب السوداني وينتصر؛ وان تنشأ الدولة السودانية وتفتخر؛ باسم اهل الفاشر السلطانية سجل يازمن في سجل الحضارات والامم؛ باحرف من نور؛ مواقف اهل الفاشر الوطنيه؛ القومية؛ السودانية الفاشرية .
ان شباب الفاشر قهروا الظلم وماتوا؛ وان ابطالا لايزالون يرسمون بدمائهم؛ فجرا قادم ابلج؛ لوطن يسع الجميع وانضج؛
فهذا كتاب من التاريخ لاهل الفاشر؛ وهذا فصل في تاريخ السودان يضاف الي تاريخه؛ وغدا نعود؛ وغدا باذن الله نعود؛ وغدا تعود المدينة الباسلة ( تيرموميتر) الصمود؛ وغدا تعود الفاشر الملهمة ارض النضالات؛ وغدا تعود للفاشر رونق الورود؛ وغدا نعود للثقافة ومنتدياتها والرياضية و منافساتها؛ و للمدينةاجتماعياتها النبيلة؛ ويعود الكفر والوتر والعود٠٠
تحياتي
قاسم الفكي
الثالث من ايام عيدالفطر الاول من ابريل ٢٠٢٥م
الفاشر/السودان الواسع
متابعات : تي نيوز/رحاب عبدالله كشفت مصادر مصرفية مطلعة ، عن ترتيبات و مشاورات تجري…
بقلم : المهندس منال عبد اللطيف محمد بشير متابعات : تي نيوز ظللنا …منذ فترة…
بورتسودان : تي نيوز أعلن رئيس الوزراء السوداني، د. كامل إدريس، يوم الخميس 19 يونيو…
متابعات : تي نيوز كشفت مصادر موثوقة عن قيام عناصر من الدعم السريع ببيع أسلحتهم…
متابعات : تي نيوز ـ في خطوة جديدة لتعزيز التعاون والتكامل المشترك بين السودان و…
متابعات : تي نيوز أصدر بنك الخرطوم تحذيراً مهماً لعملائه من تنامي محاولات الاحتيال المالي…