{شمس العتمة}

   *كل الوطن منفى* 

بقلم : بروف ايهاب السر محمد الياس
eihabelias1@,gmail.com

جامعة الجزيرة : تي نيوز

 شيء ما يجعلني اتلكأ في الكتابة سيول مشاعر الحزن المتدفقة بين الثواني والدقائق وين رمشات العيون.  تغرقني وتغرق شعاعات الامل في دواخلي ان نعود كما كنا نستبيح الأمن والسلام في الطرقات في منازلنا في مطاراتنا أن نسافر الرابعة صباحا وان نعود لبلادنا حاملين الاشواق للأسرة. الطائرات والقاطرات والبصات السفرية نجوب بها كل بقعة في السودان الحبيب  .

متى نعود لديارنا؟ ننام بعمق ونداخل الجيران  الاعزاء  ونجتمع لنأكل عصيدة الدخن والويكاب صباح الجمعة. وطننا صار أنهارا من الأشلاء والدماء. علماء افنوا زهرة حيانهم بين معادلات الرياضيات والكيمياء والفيزياء قتلوا بدم بارد شعراء ومطربين متعونا بأعذب الكلمات الالحان قضوا حزنا. 

فقدنا بروف اوكير وفقدنا علي قاقرين فقدنا هاشم صديق يا لهذه الحياة من اي جاء هؤلاء ليفسدوا علينا صفو حياتنا ماذا تريدون منا؟ كنا امة رسالية توزع الرحمة للكل. بنينا مع الغرباء اوطانهم فبادلونا بالوفاء جحودا ونكرانا كل يوم تتسع هوة الحزن في دواخلنا. ماذا تعرفون عن اعظم أيه وأعظم سؤال في كتاب الله الكريم واذا الموءدة سئلت بأي ذنب قتلت؟ وهل الؤاد الا تحت التراب والله لا… ستسألون عن الطفل الذي نزعتموه من حضن امه واغرقتموه في الخزان ستسألون عن الامهات والاطفال الذين اصابهم الزعر والقوا بانفسهم في لجة النيل في القطينة الحبيبة. ستسألون عن الطفلة البريئة الني قنلت بدم بارد لأن والدها في جيش البلاد ستسألون عن هذه الأجساد البريئة الطاهرة الني دفنت في حفرة واحدة.

عن أي حكومة موازية تتحدثون وعن اي هطرقة تتكلمون؟ عن أي وطن تتحدثون؟ دعونا وشاننا نريد وطننا الحنون الذي نعيش فيه ذكريات طفولتنا وشوارعه الدافئة نريد حياتنا الطبيعية نريد ان نكمل ما تبقى لنا من ايام في حضن وطن عزيز اسمه السودان نتسكع في الطرقات نبحث عن ملامح هويته فلا نجدها في الطرقات والمنافي الكئيبة.