إنتخابات إتحاد الجامعات السودانيةهل نحن مقبلون على عهد جديد؟.

إنتخابات إتحاد الجامعات السودانية
هل نحن مقبلون على عهد جديد؟.
بقلم : بروف ايهاب السر محمد الياس

جامعة الجزيرة: تي نيوز

الكثيرون حقيقة قد يكونوا مروا على خبر انتخابات اتحاد الجامعات السودانية في الايام الفائة مرور الكرام ولكن في رأيي أن الاجتماع قد تمخض عن مفاجأة من العيار الثقيل انتخاب البروفيسور الهادي ادم رئيسا ودكتور معتز البرير عميدا للاتحاد وهي سابقة جديدة ان يكون العميد منتميا للجامعات الخاصة.

 لم استغرب كثيرا للامر فتداعيات الحرب مازالت تواصل في عكس ضوئها على عدسة الٱيام وتحمل في الايام القادمة الكثير من المفاجآت كائنة في رحم الغيب. علمت أن الإجتماع كان عاصفا واندلعت فيه مواجهات وجدالات واسعة  . وهو من ناحية الرؤية الشاملة فإني  أراها ظاهرة صحية تستوجب أن  نواجه الحقائق عارية اذا اردنا اصلاح حال التعليم العالي في البلاد بعد ان اشارت بعض الأقوال  بأن الاتحاد السابق  لم يدير ملف الدمار الذي حاق بالجامعات بطريقة جيدة تضمن استمرار العملية التعليمية على الأقل بصورة تخرج بهذا القطاع المهم لبر الامان.

وبعيدا عن العواطف ستظل معضلة إعادة اعمار الجامعات الحكومية كبيرة جدا لإدارات هذه الجامعات والبحث عن مصادر تمويل لإنجاز هذه المهمة سيكون شاقا وصعبا للغاية مالم تتضاعف جهود وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في البحث عن منح وتمويل خارجي حتى تقف هذه الجامعات على رجليها من جديد لاداء رسالتها السامية. خصصوصا بعد هجرة عدد كبير من الاساتذة خارج السودان والبقية قد تفرقت بهم السبل في ولايات السودان المختلفة وفقد معظمهم ممتلكاتهم وسكنهم ويعانون من اوضاع نفسية سيئة.

على الجانب الاخر فإن الجامعات الخاصة ستدخل هذه الساحة بقوة خصوصا ان هذه الجامعات قد حقق البعض منها جودة عالية في الاداء وكذلك جودة نوعية في خريجيها فى رأيي ان الجامعات الحكومية وبعد فقدان بنيتها التحتية تحتاج لمجهود جبار للعودة للنقطة التي كانت فيها. هذا الامر سيشعل المنافسة بين هذه الجامعات فمن سيكسب الرهان لا سيما ان الجامعات الخاصة تملك ادوات استثمار عالية الكفاءة باعتبار ان مالكيها لهم باع وخبرة طويلة في المجال الاستثماري مما يدعم اداء الجامعة الخاصة بصورة كبيرة. لكن تظل الجامعات العريقة مثل جامعة الخرطوم والجزيرة والسودان لها بريقها وسطوتها السؤال الذي يتبادر للذهن هو سنشهد تغيرات جذرية في هذا القطاع في سنوات مابعد الحرب ام سيكون للجميلة والمستحيلة ورصيفاتها القدح المعلى؟ لنصبر ونرى

هذا مع كل التقدير والاحترام