الفاشر تودع عثمان محمد عثمان المدير الأسبق لاذاعة وتلفزيون الفاشر.. وصالح تمساح مدير السينما

متابعات : تي نيوز/ قاسم عبدالله الفكي

غيب الموت عن اهل الفاشر شخصيتين٠٠اعلاميتين جمعت بينهما (فن) ادارة السينما٠٠عندما كانت السينما المتجولة و((عثمان محمد عثمان)) يديرها٠٠٠وعندما اصبحت مستقرة في العام1960م التي انشأها المقاول الخواجه(بسكالي مرسيكس) الموجودة حاليا بالفاشر واصبحت شركة ساهم فيها باسهم شراكة كثير من اعيان وتجار الفاشر منهم علي سبيل المثال(عبدالرحمن الريح السنهوري ومحمد واحمد فضيل والامير محمد بحر الدين وعمل بها العم (صالح ادم تمساح) .

((عثمان محمد عثمان)) رجل نحيل الجسم ٠٠٠هادئي الطبع٠٠كريم الخصال٠٠٠ اعطى كل عمره وجهده وفكره لوطنه السودان٠٠ ولمديرية دارفور٠٠ وللفاشر العاصمه السلطانية٠٠رسم تاريخا ناصعا لنفسه باعماله الجليلة٠٠٠ فكان احد مفاتيح نشر الثقافة والمعرفة والتعليم بالفاشر٠٠عندما انشئت مكاتب (الاستعلامات والعمل) ثم تغيير المسمى الي ( مكتب الاعلام ثم الحقت بها مصلحة الثقافة الي ان استقر المسمى وزارة الثقافة والاعلام) والان اصبحت(النيابة) عندما كان من موظفيها انذاك(محمد علي سينما و ادريس عبدالله ادريس القاضي و مدثر محمد الريح السنهوري واديب محجوب محمد خير ) ومن السائقين ( تجاني سينما وعبدالحميد ملازم واحمد صلاح الدين) واخرين من زاملهم عثمان محمد عثمان الذي كان يعمل فنيا بعربة السينما المتجولة٠٠

في ستينات القرن الماضي يجوب بها بوداي ومدن مديرية دارفور معرفين المواطن الدارفوري ببلاد السودان عبر تلك الافلام الوثائقية المميزة التي كانت تعرض في المدارس واسواق القرى في كل اقليم دارفور٠٠٠

كان (عثمان محمد عثمان) الدنمو المشغل لهذه الرحلات الشاقة والسفر الطويل (بالعربات الكوامر)ثم واصل(عثمان محمد عثمان) عمله الاعلامي الي جانب اخر كان الارحب والاوسع عندما كان يزور كل القرى باقليم دارفور جامعا ومسجلا للتراث والفلكلور الشعبي والاغنيات الشعبية بالصوت عبر اشرطة(الريل؛ البكرة) والمسجل (القرندي الالماني) وكاميرات التصوير الفوتغرافية (الكوداك والافلام الكوداك والكانون) بالافلام الابيض والاسود والتي يقوم بعملية (التحميض والطباعة من العفريتة) الي جانبه المصور الفتوغرافي المبدع ابن نيالا المرحوم (محمد عبدالرسول) الذي التقط اشهر صورة فوتغرافية في تاريخ استقلال السودان لحظة رفع (الزعيم الخالد الازهري وزعيم المعارضة محمد احمد المحجوب) وهما يرفعان علم الاستقلال ذا الثلاث الوان (الازرق والاصفر والاخضر) علي سارية القصر الجمهوري بالخرطوم الاحد الاول من يناير 1956م العاشرة صباحا٠

كان (عثمان محمد عثمان) يقوم باعداد (رسالة مديربة دارفور من هذه المواد التراثية التي جمعها ويمنتجها علي شريط الريل و ترسل الي اذاعة ( ام درمان) الاذاعة السودانية التي وحدت الوجدان السوداني وكانت قومية واقعا مسموعا ٠٠وتبث عبر برنامجى(رسائل المديريات وبرنامج ربوع السودان) كما يعرض الصور الفتغرافية علي لوحه كبيره علي سور مكتب الاعلام يتابعها المارة من المواطنين والاطفال ٠٠

كان عثمان محمد عثمان يعد ويحرر (النشرة الاخبارية) وهي اسبوعية؛ اصدارة ورقيه تحمل اخبار الفاشر السياسية والاجتماعية والرياضية .
((عثمان محمد عثمان)) مؤسس اذاعه وتلفزيون الفاشر عندما كانت محطة (رابعة العدوية للتقوية شمال مطار الفاشر) ثم اصبحت لها استوديوهات بمكاَتب الاعلام واصبح هو مذيعا ومقدما للبرامج باذاعه الفاشر ومخرجا وايضا عمل مذيعا ومخرجا لاول ارسال تلفزيوني بالفاشر .

كان عثمان محمد عثمان ناقلا اعلاميا بارعا لكل احتفالات واحداث الفاشر ودارفور السياسية والاستقبالات لكبار رجالات الدولة والمجتمع والمهرجانات والندوات ومباريات كرة القدم
ومن اشهر تلك المناسبات صلات عيدى الفطر والاضحي من ميدان النقعة واحتفالات المولد النبوي الشريف .

تقلد ((عثمان محمد عثمان)) للعديد من المناصب بوزارة الثقافة والاعلام حيث كان مديرا عاما لاذاعة وتلفزيون الفاشر ثم مديرا عاما للهيئة الولائية للاذاعة والتلفزيون. ولاية شمال دارفور ومستشارا اعلاميا للوزارة٠٠٠

هذا بعض من السجل الناصع للعم((عثمان محمد عثمان)) الذي استمر عطاءه لاكثر. من (50)عاما انطوت يوم الثلاثاء28 يناير2025م .

حيث نزرح من ويلات الحرب ودانات الفاشر الي قولو وشقرة ثم وافته المنية بقريه(جفلو) شمالي شقرة وقبر بها وقد شيعه نفر كريم من اهل الفاشر والقرية يتقدمهم افراد اسرته منهم ابنه الاعلامي محمد عثمان محمد عثمان (دسيس) والاستاذ محمد عثمان ادم عثمان والاستاذين الاعلامي الضليع (اسدمصطفي اسد) وابن الفاشر البار الاستاذ الجليل (محمد المجتبى علي ادريس القاضي) الي مثواه الاخير٠٠٠انا لله وانا اليه راجعون .

والثاني ( صالح تمساح ) اذ هما في القبور الان بين قرية (جفلو) غربي الفاشر وقاهرة المعز التي ضمت جسد الاعلامي السينمائي ((صالح ادَم تمساح)) فني ومدير شركة سينماء الفاشر الوطنية الذي كان يطل بصوته المميز والعبارة المشهورة ((ايها السادة)) علي جمهور رواد السينماء
&& تميزت شخصية(صالح تمساح) بالاناقة المفرطة والجدية الظاهرة بجانب البشاشة والتواضع كان ذواقا في اختياراته لعيون الغناء السوداني في فترة الاستراحات عند عرض الافلام. والحفلات الغنائية لكبار مطربي السودان(احمد المصطفي والكابلي ووردي وسيد خليفه وصلاح مصطفي وصلاح بن البادية ابوداؤود وعلي ابراهيم اللحو وزيدان ابراهيم وحنان بلو بلو والبلابل وفرق الجاز خاصة كمال كيلا) مما ساعد علي بث ونشر الذوق السليم بين الجمهور وخاصة جمهور الشعب الذين كانوا يحبون ويحترمون ذوق (صالح تمساح) وكثيرا ما كانوا يعبرون عن ذلك بالتصفيق الحاد واصدار الصفير بالاسلوب المعروف باصبعى (الخنصر والسبابة) .

اللهم ارحمها رحمة واسعة واكرم نزلهما واجعلهما في جنات فيها ماء مسكوب؛ وطلح منضود؛ وظل ممدود؛ وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة؛ وبارك في عقبيهما .
انا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله

قاسم عبدالله الفكي
الفاشر