جهزوا (ضمائركم) لا (حقائبكم) للعودة..

بقلم : د. محمد صالح الشيخابي

متابعات : تي نيوز

هل كان السودان أكذوبة كبرى عشناها جميعا و أفقنا منها على صوت المدافع و الدانات يوم اندلاع الحرب ..و عرفنا قيمته الآن بعد اقتراب النصر ..
الوطن .. أكذوبة ؟؟ كيف يكون هذا .. ؟

إصبروا حتى نهاية المقال و هو ليس بالمقال الطويل ..

الوطن ليس مجرد خريطة و حدود جغرافية …
الوطن(( قيمة )) في نفوس ابنائه و بناته قبل أن يكون دولة و علما و سيادة ..و الوطن (( شعور )) و (( وجدان جمعي )) ..

فهل كنا نشعر بالوطن في عملنا و أكل عيشنا ..

من الآخر .. لو الحرب وقفت .. نبطل اللولوة الكنا بنعمل فيها دي ..!!

أوع ترجع بعقليتك القديمة .. و لا الحرب ح تقوم تاني و ح يظهر مليون حميدتي و مليون (( كيكل )) .

و ما ابرئ نفسي ..

ما تعملوا رايحين و ما فاهمين .. محاولة كسب أكبر كمية ممكنة من المال بأقل جهد أو بدون جهد و عمل من الأساس ..
اكل مال السحت بطريقة مباشرة أو غير مباشرة .. هو إسهام في الغلاء و في تمزيق الوطن ..

الدولة التي تعين المتمردين وزراء و تهمل البروفيسورات و العلماء و المعلمين فتتلقفهم دول الجوار معنى هذا أن قيادة الدولة نفسها لا تستشعر قيمة الوطن في داخلها و بالتالي ليس لديها وطنية ..

الأحزاب التي يهمها الكيد للحزب المنافس و إقصائه و إبادته أكثر من اهتمامها بتقديم برنامجها هي( إن وجد) هي وقود بل أساس الحرب ..

ياخي في الكورة دي الهلال و المريخ يهتم كل جمهور منهما بسقوط الآخر إفريقياً أكثر من اهتمامه بتقدم فريقه هو في البطولة ..!!

و ….

لوح التلج بي الفين جنيه … في رمضان و في الصيف مع قطع الكهربة يعملوه بي ١٦ الف ..!!

موسمك اضرب ضربتك .. شعار كل سوداني إلا قليلا !!

بتاع الهايس يخزن حافلتو في الضل للساعة 2 وقت الذروة و يدبل السعر ..
و ….

ضابط إداري في المحلية في خور جمب بيتو يجمع المياه الراكدة و البعوض .. واحد قال ليهو ياخ كلم ناسكم ناس المحلية يغطوا الخور دا بي الأسمنت ..
اقسم بالله قصة حقيقية .. الضابط قال ليهو انت عوير و لا شنو .. الخور دا أنا بنيت منو بيتي دا كلو و لسة فضل لي طابق .. !!!!!
عدييييل كدا و لا داسيها .. يعني ميزانية ترميم و بناء الخور بطبقة اسمنتية كل سنة بتطلع من المحلية و صاحبنا بكبها في بيتو … !!!!!

تقول لي الحرب تقيف .. أو لو وقفت ما ترجع … ؟؟؟؟

و ….

الأخصائي يجي المستشفى ساعتين في الأسبوع و عيادته مدورة صباح و مساء كل الأسبوع و التذكرة بالشي الفلاني و العمليات الجراحية بالمليارات ..

النماذج كتيرة و الوجع راقد و الخلل فينا نحن حكومة و شعب ..

لا اريد أن أفسد فرحة الشعب باقتراب النصر و لكن جهز شنطة العودة للديار و جهز جنبها شنطة تانية لإعادة النزوح لأن حميدتي الجديد الموجود بيننا يجهز للحرب الجديدة مالم نعي الدرس ..

يلزمنا أن نخوض معركة كرامة أخرى في دواخلنا و مع ضمائرنا و نترك الكسل و الخمول و الرمتلة جمب ستات الشاي و الحسد و الحقد و العنصرية و الكذب و النفاق و أكل مال السحت .. يجب أن نترك النوم و ننهض .. لينهض الوطن .. و ….

(( سأترك معصيتي.. لينجو وطني))