التعليم العالي اعادة قراءة الواقع (٣)

بقلم : البروفيسور إيهاب السر محمد ألياس

جامعة الجزيرة : تي نيوز

حقيقة في البدء قبل ان ندلف لعمق الحلقة الثالثة أود ان أشكر كل زملائي واساتذة الجامعات الذين تواصلوا معي بشأن هذه الحلقات مشيدين ومعقبين على الحلقتين السابقتين وهما بمثابة رمي حجر في البركة الراكده علنا نقدم شيئا يسيرا لهذا الوطن الحبيب الرائد الذي كان دوما رائدا ومعلما للشعوب وساهم في بناء عقول ابناء دول كثيرة ويعاني الان من ويلات الحرب ولكن لا نقول الا ما يرضي الله بأننا ثثنينا العاصفة ولكن لن تكسرنا ابدا.

حقيقة في بداية حديثي اشيد بقرارات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بتكوين لجنة لمراجعة مسودة التعليم الالكتروني لعام 2024م  من اساتذة جامعات عريقة لها باع طويل في هذا المجال مثل جامعة الخرطوم وجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا واعضاء أخرين متخصصين في المجال لاعادة النظر في البنية الإلكترونية للتعليم العالي في السودان وتقوية بنياته التحتية ليواكب تعليمنا العالم المتغيير من حولنا وهنالك من يعتقد جازما ان 90 في الميه من الوظائف الحالية ستختفي  خلال العشر سنوات القادمة نسبة لتوغل الذكاء الاصطناعي بقوة في كل المجالات بحيث ستأخذ العملية التعليمية بعدا جديدا في العالم قاطبة .

تعضدد هذه الخطوة من وزارة التعليم العالي سلسلة مقالتنا هذه بانه لابد لنا ان نواجه هذا الواقع بقررارت شجاعة والبدء في التخلص من الطرائق التقليدية في التدريس وتحديث سياسات وموضوعات البحث العلمي والتركيز على الضلع الثالث من مهام الاستاذ الجامعي وهو خدمة المجتمع والذي دخل بندا جديدا في سياسات التوظيف في الجامعات الاقليمية والمحلية كذلك الاهتمام بسياسات الجودة والاعتماد واستحداث انماط تعليمية جديدة مواكبة للتغير السريع الذي لا يكاد يمنحنا فرصة لاتقاط انفاسنا وهذاما يعرف
drastic change.

   حقيقة كنت اليوم اود التحدث عن سياسات القبول في التعليم العالي والتي في رائي لابد ان يعمل فيها مبضع الجراح تشريحا وتحديثا وذلك بتوجيه المجتمع والوزارة باعطاء الاولوية للنسب العليا لدخول الجامعات لكليتي التربية والزراعة فلا يعقل ان تكون نسب الدخول لهاتين الكليتين في الستينات والخمسينات وءلك حتى نضع اساسا متينا للتعليم العالي بتأهيل اساتذة مبدعين وخلاقين لقيادة مسيرة هذا الوطن العزيز وكذلك فان الكل قد بات مقتنعابأن مخرج هذا البلد من عنق الزجاجة سيكون عبر  التعليم الزراعي والذي تغير حتى في الدول الافريقية من حولنا كتيرا حيث اصبح يركز على ما يعرف بالاقروبسينس اي دخول القطاع الزراعي التعليمي بقوة في مجال الاستثمار من اجل مصلحة الوطن وليس الزراعة التقليدية التي ندرسها هذه الايام في جامعاتنا وهذا يتتطلب مراجعة مناهج كليات العلوم الزراعية في كل السودان سريعا جدا لمواكبة العالم من حولنا .

وليس عيبا ان نستعين بالتحديث من مناهج دول الجوار من حولنا مثل يوغندا واثيوبيا وكينيا ومصر. الكل الآن يلحظ التغيير الكبير الذي شهده قطاع تخصص وقاية المحاصيل مثلاة والتطور الكبير الذي حدث في انتاج المبيدات والاسمده السائلة والورقية بحيث دخلت مستحضرات في غاية الروعة من ناحية العبوة و درجة الامان فيها وكذلك تطور صناعة الات التطبيق. مما يساعد كثيرا في احتواء المشاكل البيئية الناجمة عن استخدام مثل هذه الكيماويات التي باتت سلعا اقتصادية مهمة لا يمكن تجاوزها.

   تغيير سياسات القبول يتطلب عمل نفسي كبير في مجتمعنا السوداني  حيث نعلم جميعا  بتركيز الاباء لابنائهم وتوجيههم  للكليات التقليدية مثل الطب والهندسة والتي تحتوي الطلاب النوابغ في البلاد قاطبة وحتى هذا الكليات ستشهد تغييرا درامتيكيا في الايام والسنوات القادمات بعد تطور اجهزة تشخيص الأمراض والتي سينافس في الذكاء الاصطناعي العقل البشري في اعضاء نتائج اكثر صدقا واعتمادا. يجب علينا مواجهة هذا الواقع بجدية وتغير نظرة المجتمع التي تعتمد كثيرا على سوق العمل اكثر من كونها نظرة شاملة للنهضة بالاوطان والسعي لرفعتها.

نواصل بإذن الله.