يا سيادة البرهان .. الفاشر تستغيث !بقلم : اللواء (م) عبدالهادي عبدالباسط

متابعات : تي نيوز

     سقوط حى الوادى وتمباسى والسجل المدنى مؤشر خطير لمن كان له قلب أو ألق السمع وهو شهيد .. الفاشر قدمت كل ما فى وسعها وكل مافى إستطاعتها ولم تقصر .. أكثر من عامين هى تحت الحصار والضغط .. خطة المتمردين هى الإنهاك المستمر عبر الهجومات المستمرة ليلا ونهارا حتى الإنهيار ..

هذا التوغل وهذا الوضع أخطر بكثير من تفاعلنا وتعاملنا الرسمى مع هذه التطورات ..

هناك عزيمة وإصرار مهولين عظمين من المتمردين لإسقاط الفاشر .. هذا الإصرار نقابله بالاحلام والأمانى .. لم نقابله بمثله لم نقابله بالعمل والبيان .. فقط نتفرج ونصفق لأهل الفاشر ونصفق لصمودهم .. وبين الحين والآخر نطلق التصريحات التى لا تسمن ولا تغنى من جوع ..

هذا الوضع الخطير كان يتطلب إعلان حالة الطوارئ القصوى وإعلان التعبئة العامة العظمى كان يتطلب إستدعاء المعاشيين وإستدعاء الدفاع الشعبى وتحشيد الجيوش وحشد المقاتلين لفك حصار الأبيض والنهود والفاشر بالتزامن والتوجه نحو الضعين لإرباك المتمردين .. ولكن بدلا من هذا شغلنا البلد بالفارغة والمقدودة وبمماحكات الدكتور كامل إدريس عين فلان وأعفى فلان .. هذه اللامبالاة كانت سببا مباشرا فى قتل الهمة وقتل الإستنفار بل وسببا فى بعض الإنتكاسات التى أدت إلى مزيد من نزيف الشهداء ..

أخشى ما أخشاه أن تكون هذه اللامبالاة جزءا من خدعتنا وخداعنا المتكرر وجزءا من تسوية جنيف الجديدة لكسر إرادة الشعب وبث الإحباط للقبول بالتسوية ولإعطاء المتمردين مساحةً وكروتا للتفاوض .. من الذى يخبر قيادتنا أن الأمريكان أخبث من أن يجلبوا خيرا للسودان .. من يخبرهم أنهم يكررون معنا ذات لعبة نيفاشا التى فصلت الجنوب ثم بعدها ركلوا السودان بالجزمة وبصقوا على وجهه وأصدروا مذكرة إعتقال فى حق رئيسه وزادوا تمرد دارفور إشتعالا .. من يخبرهم أن تكتيكاتهم الساذجة ومداهنتهم لأمريكا والمجتمع الدولى ومداهنتهم للقحاطة وفولكر خلال الفترة الإنتقالية هى التى أشعلت الحرب ..

من يخبرهم أن من يكرر أخطاءه ومن يصر على غفلته يكتب عند الناس ناقص عقلٍ وناقص دينٍ .. ومن يخبر قيادتنا أن سقوط الفاشر (لا قدر الله) أكثر خطرا وأعظم هلكة من كل معاركنا السابقة .. من يخبرهم أن سقوطها يعنى مباشرة سقوط الأبيض ويعنى مباشرة سقوط الدلنج وكادقلى .. وهذا يعنى مباشرة تهديد رهيب للولاية الشمالية ونهر النيل والخرطوم مرة أخرى ..

من يخبر قيادتنا أن الحرب متوقع فيها كل المفاجئات الخطيرة ولا يقبل معها التهاون والمداهنة وألاعيب السياسة .. من يخبر قيادتنا أن فك حصار الفاشر والأبيض أسهل (مليون مرة) وأقل تكلفة (مليار مرة) من إستعادتها بعد سقوطها إن بقيت فيكم مزعة من همة بعد سقوطها .. هذا إن إكتفى المتمردون بها ولم يسعوا لإسقاط كل بلادنا بعدها .. من يخبر قيادتنا أن المناورات والكلام الذى يطلق فى الهواء ولايصدقه العمل يذهب مع الريح ولن يعجل بحسم حربٍ أو كسب معركةٍ ولن يقتل ذبابة ..

أخشى من عواقب تفريطنا ومن سوء تقديراتنا أن يدور الزمان دورته وتنقلب الأمور علينا الأمور غما بعد أن لاحت بشائرها .. قولوا لقيادتنا لا تبدلوا نعمة الله كفرا من بعد أراكم الله ما تحبون .. قولوا لقيادتنا لا تحلوا شعبكم دار البوار .. سموا الله وتوكلوا قبل أن تندموا ولات حين مندم .. خذوا الأمانة بحقها واشهروا سيف الحق حتى لا تقول نساء السودان أن أمريكا والمجتمع الدولى قد خدعوكم مرتين .. (( يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين .. وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ومن يعتصم بالله فقد هدى إلى صراط مستقيم )) .. (( ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة )) .. ألا هل بلغت اللهم فاشهد !!