رسالة كامل ادريس للشعب الكولمبي هزت الساحة السياسية والإعلامية في بوغوتا

متابعات : تي نيوز

في تطور غير مسبوق، هزّت رسالة وجّهها رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس إلى الشعب الكولومبي الساحة السياسية والإعلامية في بوغوتا، بعدما حذّر فيها من خطورة إرسال المرتزقة الكولومبيين للقتال في السودان إلى جانب مليشيا الدعم السريع.

الرسالة التي صيغت باللغة الإسبانية جاءت تحت شعار “التضامن والسلام”، ودعا فيها إدريس الشعب الكولومبي إلى الوقوف مع السودان في مواجهة الحصار على مدينة الفاشر، ووقف تجنيد المرتزقة الذين يتم استقدامهم إلى جبهات القتال.

لكن المفاجأة تمثلت في تفاعل الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو بشكل مباشر مع الخطاب، حيث كتب في تغريدة مثيرة للجدل: “أوقفوا الارتزاق أيها الجنود والضباط السابقون الشباب، لا تموتوا في حروب خارجية، بل قاتلوا من أجل وطنكم.”

التغريدة التي بدت استجابة غير متوقعة لرسالة إدريس، فجرت جدلاً واسعاً داخل كولومبيا؛ إذ انقسمت الآراء بين من أشاد بموقف الرئيس باعتباره خطوة لحماية الشباب الكولومبي من مغامرات خارجية خطرة،.

وبين من رأى أنها مجرد شعارات لا تحل أزمات البطالة والفقر التي تدفع الجنود المتقاعدين إلى البحث عن فرص حتى لو كانت في ساحات الارتزاق.

عدد من المعلقين ذهبوا أبعد من ذلك، مؤكدين أن “الأمر يتعلق بالراتب”، حيث أوضح أحدهم أن الجندي يحتاج في كولومبيا 14 عاماً للحصول على منزل، بينما يمكنه تأمينه خلال عامين فقط عبر القتال كمرتزق.

فيما دعا آخرون الرئيس بيترو إلى استيعاب خبرات الضباط المتقاعدين في مجالات البناء والتعدين والإنتاج بدلاً من تركهم عرضة للتجنيد الخارجي.

وبينما وصف بعض المواطنين تصريحات الرئيس بـ”الوقاحة”، مؤكدين أن حكومته صدّرت الفقر بدل معالجته، اعتبر آخرون أن لحظة التفاعل بين رسالة كامل إدريس وتغريدة بيترو كشفت عن مأزق داخلي عميق في كولومبيا، بين ولاء الشباب لوطنهم وضغوط الحاجة الاقتصادية.