تخيل نفسك حفيدا تقرأ ماكتبه جدك!

متابعات : تي نيوز

  يبدو أن هذا العنوان غريب كغرابة مقولة سيدنا عمر رضي الله عنه في زمنه حين قال :إن الناس يقولون فلان مات وفلان مات ويوشك أن يأتي عليكم يوم تقولون فيه إن عمر بن الخطاب قد مات .. فبكوا الصحابة لشدة المقولة وعظمتها في قلوبهم ولكن مَن منا اليوم يستغرب من هذه المقولة .لا ،ليس أحد لأننا نعيش الفترة التي قالها الخليفة عمر رضي الله عنه ..
   ونحن اليوم مامن متحابين او متسامرين يتحدثان في أمر ما ،إلا وربطوا بعض حديثهم بحكم واقوال اجدادهم وفيها يفرح الانسان حينما يسمع كلاما عن موقف جده أو جدته وخاصة اذا تعلقت بأمور الدين من كرم أو شتى العبادات ممايشده الى الدعاء لهما بالخير وأن يجازيهما أحسن ماعملوا ..

ألا رحم الله أجدادنا وجداتنا الذين تركوا لنا الدين ارثا، والعلم حفظا وعملا والتقوى عيانا بيانا ،خير الجزاء ويتغمدهم الله في واسع رحمته وسكان فردوسه.رحلوا وتركوا لنا مانجعلهم في عيوننا .
ثم ها نحن نعيش في عصر الصداقة ، والتعببر ما يشجى لنا القلوب ويحلو لنا في الالسن ويلمز مانريد بمانريد عبر صفحات الفيس او الواتس او الانستغرام او غيرها من الصفحات التي ستبث لنا فهمنا وارثنا واخلاقنا للاجيال القادمة .. ونخشى لانفسنا حينما نكون تحت التراب ويأتي أجيالنا من بعد ويتسامرون مع زملائهم كما نحن اليوم ويتحدثون عن صفحات اجدادهم ويرون مانشرناه فيها من خير او شر او أشياء لايسمن ولايغني من جوع ثم بعضهم يتحرج مما كان ينشره جده من نبذ او لهو او غيرها من الاشياء التي لاترضي الله ولارسوله صلى الله عليه وسلم فيصعب عليه حتى الدعاء عليه ويتمنى أن لوكان جده نشر شيئا يفيد الاجيال من بعده ليعمل المشاركات والتفاعلات والابتهالات له بالدعاء ؛ ليبقى له مفخرة بين اقرانه ولجده الرحمة في قبره .
ألا أيها الأحبة نوصيكم مع انني احوج منكم للوصية أن نراجع صفحاتنا وتعليقاتنا وهفواتنا لكي لايكون حرجا لمن بعدنا ولامبغضا عند ربنا (حاسبوا أنفسكم قبل ان تحاسبوا).
عجبا لنا نصلي العشاء وننوم وصفحتاتعج بما لايرضي الله .. أين صلاتنا من قوله تعالى إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. وهي لم تجعلنا نمحي ماكتبنا .
عجبا لانفسنا نصوم الرمضان تاركين الحلال من المشرب والمأكل ولن نترك الحرام فيما نقول ونكتب
.عجبا ،لنا لم نرفق حتى لانفسنا من شدة يوم عظيم وهو يوم ترى الناس سكارى وماهم بسكارى ولكن عذاب الله شديد .

الدكتور صبحي عبد النبي..باحث لغوي سوداني
يعمل مدرسا للغة العربية في إحدى المدارس الثانوية بالشارقة