بقلم : د. صبحي عبدالنبي
متابعات : تي نيوز
برزت قصيدة زهير بن أبي سلمى كرمز للسلام والحكمة لما فيها من حكم واقوال تنير الدرب لكل شغوف بالانسانية واساليب الحياة المثالية ،فهو كغيرها تعتبر نصا تاريخيا عميقا يسجل باستفاضة وقائع جساما واحداثا نبتت بين قبيلتي عبس وذبيان تلك الحرب التي اخذت طابعا مثيرا وهالكا كغيرها من حرب البسوس بين بكر وتغلب .
دارت رحا الحرب في الجاهلية بين القبيلتين (عبس وذبيان) فاشتد عصبها حتى كادت ان تفنى الحيين المتقاتلين،علما بأن السبب ليس ذات قيمة اجتماعية ولكن تلك افرازات العصبة والأنفة التي لم تفك ظهر القبائل الجاهلية آنذاك.
و يجعل القاريء يتلهف بمعرف اسبابها وماحلمته قصائد عنترة بن شداد العبسي عن مآسي وفظائع هذه الحرب جعلته اسطورة تجري على السن الباحثين والادباء على مر العصور.
أمام هذا المشهد المروع كان شاعرنا الحكيم زهير بن ابي سلمي حقا داويها ببلسم ماء النمير القصيدة الحميمة التي تجسد فيها طعم الحياة وأذواقها.والذي زاد بهائها ظهور الرجلين حاملين السلام ووقف الحرب بسعي جاد من غير توان عن البذل فأقاما الصلح ودفع الديان ،إنهما هرم بن سنان والحارث بن عوف فتوقف بفضلهما الحرب، وفي خضم هذا السلام اسس مشروع اخلاقي قل نظيره في الجاهلية وبعدها فضلا عما فيها من قيم الثناء والمدح والشكر للرجلين.
تعد قضيدة زهير بن ابي سلمى أنموذجا لخارطة طريق تفتح آفاق العقول لمنهجها القويم بما فيها من تطمينات وحكم ووفاء ووعظ .واقتضى الموقف توجيه الرسائل للقبيلتين ، وبالفعل فقد اثمرت وانتجت طعما خالصا . واحتلت هذه القصيدة مكانتها في جحافل الجهل والأنانية لتكون في حد ذاتها مدرسة قيمة تبسط ردائها للعاشقين والباحثين للسلام والأمان .
فدقت طبول الحماس من نقطة البداية حيث بدأت ب.
سعى ساعيا غيظ بن مرة بعدما …تبزل مابين العشيرة بالدم
ثم اردف بقسم عظيم مسطرا بتاريخ جرهم وقريش
فأقسمت بالبيت الذي طاف حوله ،،رجال بنوه من قريش وجرهم.
وانداح عطرها للرجلين هرم بن سنان والحارث بن عوف إذ زينهما ب
يمينا لنعم السيدان وجدتما ….على كل حال من سحيل ومبرم.
تداركتما عبسا وذبيان بعدما…تفانوا ودقوا بينهم عطر منشم .
ولم يقف المد الانساني عند هذا الحد بل تحمس شاعرنا بمنعرج الطريقة التي بها اوقفوا الحرب .
وقد قلتما إن ندرك السلم واسعا بمال ومعروف من القول نسلم .
فاصبحتما منها على خير موطن ..بعيدين فيها من عقوق ومأثم .
وبهذين البيت طار شأن الرجليين في القبائل ولهجت بهما الألسن في النوادي…فعهد هرم بن سنان على نفسه ان يعطي زهيرا عطاءا كلما سلم عليه وأبى زهير ذلك فكان يقول عندما يرى هرما في المجلس:عموا صباحا غير هرم ، وخيركم استثنيت.
وزهير بن ابي سلمى هو الذي حد حدود الحرب فقال
ومالحرب الا ماعلمتم وذقتم وماهو عنها بالحديث المرجم .
متى تبعثوها تبعثوها ذميمة ..وتضر اذا ضريتموها فتضرم.
وحد ايضا حدود مقايس الحياة فاشعر
سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ثمانين حولا.لا أبا لك يسأم.
وسالت الحكمة زلالا من نبعه فقال
ومن لايصانع في أمور كثيرة ..يضرس بأنياب ويوطأ بمنسم
ومن يك ذا فضل فيبخل بفضله ..على قومه يستغن عنه ويذمم
ومن يجعل المعروف من دون عرضه ..يفره ومن لايتق الشتم يشتم .
ومن لايذد عن حوضه بسلاحه يهدم ومن لايظلم الناس يظلم.
ومن هاب اسباب المنايا يلقها ..ولو رام اسباب السماء بسلم.
ومن يغترب يحسب عدوا صديقه ومن لايكرم نفسه لايكرم
ومهما تكن عند امريء من خليقة وان خالها تخقى على الناس تعلم
ومن لايزل يستحمل الناس نفسه ..ولايغنها يوما من الدهر يسأم.
الدكتور.. صبحي عبد النبي عبد الصادق
باحث لغوي سوداني
مدرس لغة عربية بإحدى المدارس الثانوية بالشارقة
subhiabdelnabi@gmail.com
متابعات : تي نيوز في تطور غير مسبوق، هزّت رسالة وجّهها رئيس الوزراء السوداني كامل…
متابعات : تي نيوز في تطور غير مسبوق، هزّت رسالة وجّهها رئيس الوزراء السوداني كامل…
بقلم : د. عبد السلام محمد خير خاتمة مطاف مما أفاضت فيه(بنيته)إدراكا لمقامه..ولقد صدقت، فإنه…
متابعات : تي نيـوز كشفت مدير عام الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس رحبة سعيد، عن ختم…
متابعات : تي نيـوز أصدر رئيس الوزراء كامل إدريس قراراً بإعادة السفير معاوية عثمان خالد…
كسلا : تي نيوز شهدت مدينة كسلا صباح اليوم ارتفاعًا ملحوظًا في منسوب نهر القاش،…