الفاشر .. الملف الأكثر أهمية

بقلم : محمد شعيب

متابعات : تي نيوز

يشتكي المدنيون في بعض المدن والبلدات السودانية من تردٍ في خدمات المياه، والكهرباء؛ في حين أن مدينة الفاشر “المنسية” كبرى مدن دارفور، تواجه كارثة إنسانية تعد الأكثر سوءاً لاتقل مآساة مواطنيها عن مآساة الغزيين، على خلفية الحصار الخانق المستمر لعامين بجانب المذابح الممنهجة بلا انقطاع منذ صبيحة الخامس عشر من أبريل للعام 2023م.

المسؤولية الأخلاقية للدولة هي التعاطي مع الملفات الأكثر أهمية، ولا تبرز في هذا المضمار أهمية أكثر من ملف التجويع والمجازر الدائرة في المدينة السلطانية التي صمدت لثلاث سنوات، حيث قدمت خلالها خيرة شبابها، وعلمائها، وأعيانها، ومثقفيها، بل تحملت دماراً واسعاً غيرت معالم والصور الجميلة التي تكسوها، فلا تستحق بذلك، إلا جزاءً ومكافأةً ليس بالتنصيب أوإغداق ثروات وأموال لها، بل بفك الحصار وإيصال المساعدات الإنسانية للجوعى.

أنشدتم وتغنيتم بأن الفاشر “شنب الأسد” ذاك اللقب المستحق بجدارة وإقتدار فعليكم نصر أهلها بالنفرة العاجلة وإنقاذهم من خطر الموت الجماعي، فالوقت الآن ليس ملائماً بتنظيم الدورات الرياضية، والتشكيلات الوزارية، وغيرها من الملفات الرامية لإعادة الإعمار، بل يجب إعطاء الأولوية في هذا التوقيت لاستعادة الولايات المفقودة، وتحريرها كاملة وبسط السيطرة التامة للسيادة الوطنية على امتداد ربوع الوطن، ومن ثم لكل حدث حديث.